التقى وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني عماد نجيب الفاخوري، المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس، وبحث معه اقتراحات لتبني إطار شامل للتعامل مع تبعات الأزمة السورية. وتهدف الاقتراحات إلى تطوير برامج من شأنها تمكين الأردن من تحمل تبعات استضافة اللاجئين السوريين، والحصول على مساعدات من منح وأدوات تمويل ميسر إذ أنه من الدول المتأثرة بتبعات الأزمة السورية والأزمات المحيطة في المنطقة. ووضع الفاخوري المفوض الأوروبي في صورة مستجدات التداعيات المستمرة للأزمة السورية، وما تبعها من تواجد للاجئين السوريين في الأردن، وانعكاس تأثير الأزمة على القطاعات الاقتصادية والمجتمعات المستضيفة للاجئين. وأطلعه على خطة الاستجابة الوطنية للأزمة السورية للأعوام 2016-2018، مشدداً على أهمية تمويل الخطة لتمكين الأردن من تلبية متطلبات استضافة اللاجئين. وأكد أهمية منتدى تعزيز المناعة للاستجابة للأزمة السورية، المقرر عقده الأسبوع المقبل، والذي يهدف إلى جمع صانعي القرار من الحكومات والمنظمات الإنسانية والتنموية والتمويلية الدولية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، بهدف الخروج بأجندة إقليمية مشتركة لتعزيز مناعة دول المنطقة المتأثرة بالأزمة السورية. ويهدف المنتدى أيضاً إلى إتاحة فرصة للحكومات في المنطقة لتحديد أولوياتها وتقديم رؤية طويلة الأجل لحشد القدرات والمعرفة وتحديد الفجوات المالية على المستوى الوطني لكل بلد، وتحديد المعوقات التي تحول دون تحقيق استراتيجيات وخطط الاستجابة للأزمة السورية، والعمل على إيجاد حلول دائمة وفعالة لجهة التمويل وهيكلية المساعدات. وقال الفاخوري: «كجزء من جهود المملكة لتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد، اعتُمد ميثاق النزاهة الوطني، ويجري تداول قانون جديد للنزاهة ومكافحة الفساد من قبل البرلمان»، مشيراً إلى أن «كل هذه الإصلاحات تُبنى على الجهود الأخيرة التي شهدت تعديل ثلث دستور المملكة، وإنشاء مؤسسات ديموقراطية جديدة». وعبر ستايليانيدس عن إعجاب الاتحاد الأوروبي بالإصلاحات التي ينفذها الأردن، والتي جعلته نموذجاً في ظل أوضاع المنطقة. وأكد تفهمه لحجم الأعباء التي تتحملها المملكة، خصوصاً في ضوء تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، وما لذلك من تأثير على المجتمعات المستضيفة، موضحاً أنه سينقل الأفكار التي طرحها الأردن إلى مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسيل للنظر في سُبل زيادة الدعم. وكان الاتحاد الأوروبي أعلن تخصيص 28 مليون يورو إضافية مساعدات إنسانية لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في الأردن، ليصل إجمال ي المساعدات الإنسانية منذ بدء الأزمة السورية إلى 198 مليون يورو. والهدف الرئيس من التمويل الجديد مساعدة المنظمات الشريكة في تحضير أسر اللاجئين الأكثر عوزاً، لفصل الشتاء من خلال توفير المساعدات النقدية لأغراض التدفئة، والبطانيات والمستلزمات المنزلية، كما سيغطي الإيجار والرعاية الصحية والتعليم وغيرها.