يبدو من الصعب تخيل الزعيم النازي أدولف هتلر في صورة أخرى غير صورة القائد العسكري الذي يحمل من ملامح القسوة والعنف الشيء الكثير. لكن هذه الصورة النمطية تغيرت عبر فيلم «لوك هوز باك» للمخرج ديفيد فينيد الذي أظهر هتلر بهيئة كوميدية ساخرة، وتصدر الفيلم شباك التذاكر في صالات السينما داخل ألمانيا. الفيلم الساخر مقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب الألماني تيمور فيرميس، حققت مبيعات عالية عند صدورها منذ عامين، وباعت نحو 1.4 مليون نسخة في ألمانيا، وترجمها إلى الإنكليزية جيمي بولوك مايو. ويحكي الفيلم عن عودة هتلر إلى برلين ودخوله عالم السياسة من جديد، وحضرت عرضه العالمي الأول في برلين كوكبة من نجوم الفيلم، وفي مقدمهم الممثل أوليفير ماسوتشي الذي لعب دور «الفوهرر»، إضافة إلى مخرجه فينيد الذي ضمنه أيضاً مشاهد حقيقية، تبين تفاعل المواطنين الإيجابي مع شخصية هتلر الوهمية. ويقول مخرج الفيلم: «يجب أن يكون الألمان قادرين على رؤية هتلر بمظهر كوميدي مضحك، بدلاً من النظر إليه باعتباره وحشاً». ويسلط الفيلم الضوء أيضاً على تزايد نفوذ اليمين المتطرف في أوروبا. ويقول فينيد حول هذا الموضوع أن «من المستغرب أن نرى مدى انتشار أيديولوجية يمينية في أوروبا، بغض النظر عن المنطقة أو الفئة العمرية. هذا أمر مفزع حقاً». ولم يخفِ ماسوتشي دهشته من كشف الناس الذين ظهروا في الفيلم عن وجهات نظرهم السياسية ودعمهم اليمين في هذا الشكل، إذ يقول: «كان من المفزع رؤية هذا الكم من الناس يكشفون عما بداخلهم لشخصية هتلر الوهمية، كان بإمكانهم الحديث إليه والتصريح بما يفكرون فيه، على رغم أن ما يفكرون فيه خطير جداً» وأضاف: «أعتقد أن الطبقة الوسطى تتجه نحو اليمين، ويجب أن نسائل أنفسنا حول ذلك». وكانت خادمة الزعيم النازي، النمسوية إليزابيث كالامير (89 عاماً)، كشفت في مقابلة أجرتها مع صحيفة «دايلي ميل» البريطانية العام الماضي، لمحات من الحياة الشخصية لهتلر. وقالت كالامير أن «هتلر كان يتجنب تناول المأكولات الخفيفة في منتصف الليل، ما عدا كعكة الفوهرر»، وأنه «كان يتوجه إلى المطبخ في أوقات متأخرة من الليل بعد التحدث طويلاً إلى الضيوف ليتناول الكعكة، ونادراً ما كان يستيقظ قبل الساعة الثانية ظهراً». وذكرت أن «الفوهرر» كان يعاني من مشاكل في الطحال ويتبع نظاماً غذائياً صارماً ويشرب الماء الفاتر فقط، إضافة إلى أنه كثير السهر، وأن منزل هتلر في بافاريا كان فيه وفرة طعام على عكس باقي المنطقة، حيث الناس يعانون من ظروف قاسية ونقص في الطعام.