أرجع رئيس اللجنة العقارية والمقاولين في الغرفة التجارية الصناعية في الطائف أحمد العبيكان، أزمة الإسكان في محافظة الطائف إلى أسباب جوهرية تمحورت حول الانفجار السكاني الذي تمر به المحافظة، يرافقه تخطيط سيئ لم يأخذ في الاعتبار الحلول الكفيلة لمواجهته، إلى جانب ارتفاع أسعار العقارات، التي جعلت المواطنين يواجهون صعوبات عدة في الحصول على السكن الملائم. وقال: «المشكلة ستتفاقم في السنوات المقبلة مع قلة العرض وكثرة الطلب، فالمحافظة تشهد نمواً سريعاً سيدفعها إلى مصاف المدن العالمية، لاسيما مع النجاحات التي تم تحقيقها، من خلال استقطاب رؤوس الأموال، للاستثمار في محافظة الطائف». وكشف عن تنسيق مع الجهات المعنية لإيجاد حلول ما زالت تحت الدرس، للخروج من مشكلة الإسكان، من خلال تطوير الأراضي الخام داخل النطاق العمراني، وتوزيعها كمنح على المواطنين، إضافة إلى عروض البيع بأسعار معقولة. اوضح العبيكان عن تأسيس مشروع مستشفى عالمي بكلفة بليون ريال يشمل كل التخصصات، وتم اختيار الموقع ليقدم خدمته للمواطنين، والمساهمة في الحد من توجههم لمحافظة جدة لتلقي العلاج في المستشفيات العالمية، واضاف: «هناك أيضاً مشروع سياحي ضخم سيتم تأسيسه في منطقة الشفا، يشمل منتجعات سياحية وأماكن ترفيهية ووحدات سكنية». من جهته، قال أحمد الرقيب أحد أصحاب مكاتب العقار في محافظة الطائف العقاري، «إن ندرة الشقق في الطائف جعلت ساكنيها من المستأجرين يتشبثون بها، ويرون فيها كنزاً ثميناً يلزم عدم التفريط فيه، واخذوا في مسايرة الملاك في تقبل ارتفاع الأسعار، لعدم وجود البديل المناسب على حساب المتطلبات المعيشية الأخرى، خصوصاً ان الشباب المقبلين على دخول الحياة الزوجية في الصيف المقبل شرعوا في البحث عن الشقق السكنية منذ أشهر عدة، وانصدموا بعدم توافرها سوى في الأحياء الشعبية التي لا تليق بمسايرة العصر وتحقيق طموحهم في إيجاد مأوى لهم وزوجاتهم يوفر لهم الحياة الكريمة بعيداً عن المنغصات». واشار الى ان المواطن أصبح في ظل غلاء المعيشة غير قادر على توفير إيجار السكن، ولا تزال إشكالاتهم قائمة في حاجة الى تدخل الجهات المعنية. من جهة اخرى، أكد الخبير العقاري محمد الأنصاري، أن المخططات السكنية في محافظة الطائف ما زالت تعاني من تعسر في الولادة، بسبب نقص الخدمات على وجه التحديد، ويرى أن أغلب ذوي الدخل المحدود لديهم قروض مالية قاموا بالاستفادة منها أو استثمارها بشكل أو بآخر مسبقاً اعاقتهم عن تملك المساكن وفي حال سداد القروض سيتوافر لديهم فرصة الحصول على قروض عقارية. ولفت الى ان السوق العقارية في مدينة الطائف تشهد نهضة ملموسة في المناطق التجارية تحديداً، إلا أن المخططات السكنية ما زالت تعاني من تعسر في الولادة، بسبب نقص الخدمات على وجه التحديد. ولافتاً إلى ان من ابرز الحلول للقضاء على المخططات التي تقع على مجاري السيول، حتى لا تتكرر حادثة سيول جدة اننا بحاجة إلى خطة عمل واضحة وجلية لمواجهة مثل هذه الكوارث، من خلال حصر المخططات التي تقع في مجاري السيول، وتصنيفها بحسب حجم الخلل بها، ومراعاة مواقعها والمناطق المحيطة بها، وإعداد دراسة مفصلية لطبوغرافيتها، ومن ثم درس آلية حل الكوارث المعرضة لها هذه المخططات، ومن ثم تطبيقها على أرض الواقع. واعتبر الأنصاري ان ارتفاع أسعار العقارات وهبوطها أمر يعود إلى العرض والطلب، وأعتقد أن أغلب ذوي الدخل المحدود لديهم قروض مالية قاموا بالاستفادة منها أو استثمارها بشكل أو بآخر مسبقاً، ففي حال انتهاء القروض فستكون لديهم فرصة الحصول على قروض عقارية، وفي ذلك الوقت اعتقد أن الطلب سيكون أكبر مما هو عليه حالياً وسيرفع سعر العقار نسبياً. وأضاف: «ان ما يحدد سعر المسكن هو أسعار الأراضي وأسعار مواد البناء، وعدد الأدوار المسموح بها، لافتاً الى ان رجال الأعمال مسخرون لانجاز الأعمال، مع الاحتفاظ بهامش ربح نظير التشييد والإنجاز».