على رغم الطابع الصناعي الذي اكتسبته الجبيل كأكبر المدن الصناعية السعودية، إلا أن لها وجهاً مدنياً آخر، غيبه الإعلام، فالجبيل تنقسم بطبيعتها إلى قسمين رئيسين، يفصل بينهما شارع، هما «الجبيل الصناعية»، وفيها مقر الهيئة الملكية للجبيل. وتنتشر في جزئها الغربي المصانع، فيما تستأثر الجهة الشرقية منها بالمباني السكنية وشاطئ الجبيل الصناعية المعروف ب»الفناتير». وتقع الجبيل البلد في الناحية الجنوبية للمدينة، وهي أول ما يقابل القادم من الدمام. وتعبر الجبيل البلد عن الحياة المدنية، بعيداً عن الصناعة وملحقاتها، فليس في البلد ما يشي بصناعة، فهي مدنية صرفة، وفيها يقع مقر المحافظة وجميع الإدارات الحكومية، وهو الأمر الذي يجعل منها عاصمة لمحافظة الجبيل. وغالبية من يسكن في البلد هم من الموظفين المدنيين والعسكريين والأجانب، الذين يمثلون 90 في المئة من سكان الجبيل في شقيها المدني والصناعي، فيما يمثلون نحو 40 في المئة من مجمل سكان الجبيل. وتتباين الحياة العامة في الجبيل البلد، كتباين ساكنيها، فمن الطرق الضيقة والأزقة في بعض الأحياء إلى أخرى أكثر اتساعاً وجمالاً، تزينها أشجار مصطفة على منتصف الطريق وجانبيه، ومن المباني الشعبية في أحياء قديمة، إلى أخرى واسعة ومشيدة على أحدث طرز البناء. وإذ كانت المدينة السكنية في الجبيل الصناعية تعيش فيما يشبه العزلة، فإن حركة دؤوبة هي ما يميز الجبيل البلد، التي تعج جميع شوارعها، خصوصاً الرئيسة منها، بالسيارات التي تنتزع هدوء الجبيل المعروف، وكذلك المارة الذين يقطعون شوارعها جيئةً وذهاباً، إضافة إلى الأسواق الرئيسة والشعبية. وفي الجبيل البلد ميناء تجاري، يقابله آخر صناعي في الجبيل الصناعية، وفي طرف المدينة الجنوبي، تقع قاعدة الملك عبد العزيز البحرية، وكلية الملك فهد البحرية. وإذا كانت الحضارة قد أخذت نصيبها من الجبيل، فإن التاريخ يقف شاهداً على مناطق أثرية، ما زال أهل الجبيل يتذكرونها جيداً، ففيها بحسب ما يعتقد الأهالي آثار لكنيسة، اكتشفت في العام 1986. ويتكون المبنى من صالة وثلاث غرف من دون سقف، وتحوي بعض الصلبان المنحوتة على جدرانها، إلا أن الجهات الرسمية المتمثلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار، لم تؤكد ذلك أو تنفه. ومن الأماكن التاريخية أيضاً «برج الطوية»، وهو برج تقع في جواره بئر، وكلاهما في وسط مدينة الجبيل. ويُقال أن تشييده تم بناءً على أمر من الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه)، قبيل إعلان توحيد المملكة، بعد وصول أنباء تفيد بنية بعض القبائل الإغارة على المنطقة. وكما ان فيها أيضاً سوق المناخ، وهي أرض كانت مكاناً لوقوف الإبل عند مرور بعض القوافل في المنطقة.