رفض مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي تدخل أطراف خارجية لتحديد مصير ومستقبل الرئيس بشار الأسد، معتبراً ذلك يشكل بدعة في العلاقات الدولية لا يمكن قبولها. وقال خلال لقائه السلك الديبلوماسي الإيراني أمس إن الأزمة السورية يمكن حلها من خلال إيقاف الحرب ومنع إيصال السلاح لكافة المجموعات المسلحة وإجراء انتخابات عادلة لتقرير مصير سورية، رافضاً تقسيم دول المنطقة على أساس قومي أو اثني «لأن ذلك يجر إلى حروب متعددة في المنطقة». ورأى أن بعض المشاريع المطروحة في شأن سورية لا تحاول إيجاد حل للأزمة السورية بقدر ما تريد استمرار الحرب وليس إنهائها. ونقل التلفزيوني الإيراني عن خامنئي دعوته إلى وقف المساعدات المالية والعسكرية الأجنبية لفصائل المعارضة السورية، كما شدد على أن التفاوض مع واشنطن على الملفات الإقليمية بلا جدوى. من ناحيته، نفى معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان الذي يمسك بالملف السوري في الخارجية الإيرانية أن تكون هناك صفقة سياسية وراء مشاركة إيران في اجتماع فيينا، مؤكداً المواقف الثابتة لبلاده في شأن الأزمة السورية. وأعرب في برنامج بثته القناة الثانية للتلفزيون الإيراني مساء أول من أمس عن استعداد إيران للمساعدة في البحث عن سبل سياسية لمعالجة الأزمة السورية، مشيراً إلى أن إيران واجهت تحديات أساسية في اجتماع فيينا. واعتبر أن صياغة البيان الختامي لاجتماع فيينا جاء في إطار الموازين الدولية وبما كانت تنتظره إيران وسورية وروسيا. ورأى أن روسيا تعتقد أن الولاياتالمتحدة تجاوزت الكثير من مصالحها في العديد من الأزمات الإقليمية وهي لن ترضى أن يتكرر ذلك في سورية، مشيراً إلى «هدف روسيا لمواجهة الإرهاب في سورية هو إبعاد الحركات الإرهابية عن آسيا الوسطى وروسيا، وأن إيران استفادت من هذه الأهداف لمواجهة الإرهاب في المنطقة». وقال إن طهران أبلغت الجانب الروسي منذ عدة أشهر بأنه «إذا لم يواجه الإرهاب في سورية والعراق واليمن عليه مواجهته في محطات المترو في موسكو». ورأى أن البحث في بقاء الأسد من عدمه في منصب الرئاسة أمر يجب أن يترك للشعب السوري من دون تدخل من الأطراف الخارجية، داعياً جميع الأطراف الإقليمية والدولية مساعدة هذا الشعب لتخطي المرحلة الراهنة وتقرير مصيره بنفسه «ونحن دعونا لمشاركة جميع أطراف المعارضة السورية باستثناء الجماعات الإرهابية في الحوار من أجل إيجاد صيغة سياسية لإنهاء الأزمة». واتهم جهات أمنية خارجية التي تمتلك الإمكانات اللازمة لسقوط الطائرة الروسية في سيناء المصرية، مستبعداً تمكن تنظيم «داعش» بمفرده من إسقاط الطائرة لعدم امتلاكه مثل هذه الإمكانات. من ناحيته، رأى الناطق باسم هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري أن ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين في الآونة الأخيرة في سورية جاء بسبب تواجد المستشارين الإيرانيين في الخطوط الأمامية لمواجهة الجماعات الإرهابية «وهذه ضريبة كبيرة تتحملها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن محور المقاومة في المنطقة». واتهم الولاياتالمتحدة التي تدعم اتجاهات معينة في المنطقة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد «لكن إيران وقواتها تسعى لعدم تحقيق برامج الولاياتالمتحدة في المنطقة».