قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر أمني في المنامة أمس، إنه يأمل بأن تستغل إيران الإيرادات الإضافية التي ستتدفق عليها بعد الاتفاق النووي في تطوير اقتصادها والتنمية بدلاً من استخدامها في سياسات عدائية خصوصاً نشر إيديولوجيتها وزعزعة استقرار المنطقة. فيما قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني إن الدعم الإيراني للتخريب في الدول العربية يمثل تهديداً كبيراً للمنطقة مثله مثل تنظيم «داعش»، متهماً إيران بتهريب أسلحة إلى البحرين. وأضاف الجبير أنه يعتقد بأن حرب اليمن تدخل مراحلها الأخيرة، مشيراً إلى التقدم العسكري الذي حققه التحالف بقيادة السعودية. وشارك في مؤتمر «حوار المنامة» وزراء وديبلوماسيون ومسؤولو استخبارات من بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج علاوة على الولاياتالمتحدة وبريطانيا، اضافة الى ديبلوماسيين روس يقيمون في الخليج. وعن إيران قال أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي إن الولاياتالمتحدة ما زالت تركز تماماً على ما وصفه ب «تصرفات طهران غير المقبولة» في أعقاب التوصل الى اتفاق نووي مع القوى العالمية، بما في ذلك دعم الإرهاب في المنطقة. وأضاف أن انخراط الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط الآن أعمق من ذي قبل، وهو انخراط أوسع من كونه مجرد عسكري. كما جدّد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، التأكيد على التزام بلاده ضمان أمن شركائها في المنطقة، مؤكداً أن أمن منطقة الخليج العربي من أمن المملكة المتحدة. وكشف هاموند عن إشراك حاملتي طائرات جديدتين في أمن الخليج في مستهل العقد المقبل واللتين ما زالتا قيد الإنشاء حالياً، وذلك «تعزيزاً لالتزامنا بالتواجد العسكري المستدام في المنطقة براً وبحراً وجواً». وبيّن هاموند أن إيديولوجية التطرّف في القرن الحادي والعشرين معقّدة بطابعها المختلف لأنها ليست مخترعة مثل الفاشية والشيوعية في القرن المنصرم بل آخذة جذورها في إساءة تفسير أحد أهم أديان العالم وهو الدين الإسلامي. ووصف هاموند تنظيم «داعش» الإرهابي بالبربرية التي تسعى إلى تحقيق أهدافها لتحكم بالترهيب والعنف وقمع كل من لا يعتمد آراءها ما يؤدي إلى إقصاء فئات مختلفة وزعزعة أسس الإقاليم. كما قالت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير لاين، «كثرت النزاعات وقلت التحالفات القادرة على التحكم، وبعض التحالفات الترهيبية تبدو أكثر قوة» منوهة إلى أن أوروبا لن تقف متفرجة على ما يجري، إذ استهدفها الإرهاب أيضاً، واصيب سكانها بالصدمة لرؤية الفارين من الحرب على سواحلها، وازدياد عدد اللاجئين إلى ألمانيا حتى بلغ عشرة آلاف لاجئ يومياً، «لذا أصبحت هذه النزاعات تخص البلدان الأوربية أيضاً». وأضافت وزيرة الدفاع الألمانية إنه يجب مكافحة الإرهاب سواء تمثل في «داعش» أو غيره من جماعات إرهابية ليس على المستوى العسكري بل على المستوى الإيديولوجي، ومن ثم إرساء الاستقرار في بعض البلدان مثل لبنان وسورية، وهو شرط مسبق لبلوغ المصلحة والمنفعة العامة لشعوب هذه المنطقة. وأكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن العراق وسورية تعانيان تحديات مشتركة وأخطار الانهيار والتفتت والإرهاب، مشيراً إلى أن التاريخ لا تصنعه الأنظمة بل الشعوب الحية متى ما وجدت ذاتها. يذكر أن «حوار المنامة» تجمع سنوي يبحث في الأمن الإقليمي وينظمه «المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية» ويشارك فيه مسؤولون من المنطقة ومن حول العالم لمناقشة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحاً في الشرق الأوسط والخليج.