عاشت سلطنة عُمان أمس، حالة من الترقب والحذر مع بدء التأثيرات غير المباشرة للإعصار «شابالا» ومروره في محاذاة سواحلها الجنوبية، فيما يُرتقب أن تصل تأثيراته المباشرة اليوم، برياح شديدة وأمطارغزيرة يُتوقع أن يكون مستواها خلال يومين ما شهدته المحافظة خلال ثماني سنوات، كما ويُتوقع أن تمتدّ تأثيرات الإعصار إلى محافظة الوسطى. وأخليت مناطق عدة من السكان مع تصاعد التحذيرات، وجُهزت 152 مدرسة لتصبح مراكز إيواء. وأعلنت الأجهزة العسكرية والشرطية استعداداتها لمواجهة آثار الإعصار وتسخير إمكاناتها المادية والبشرية لعمليات الإنقاذ والنجدة. وسارت قطع عسكرية محمولة براً وبحراً وجواً إلى محافظة ظفار، فيما قامت طائرات عمودية تابعة لسلاح الجو السلطاني بإجلاء المواطنين من جزر الحلانيات إلى ولاية سليم. وطالبت السلطات السكان بتجنّب الأماكن المنخفضة نظراً الى ما يتوقع من آثار كبيرة للأمطار، كما أعلن عن تعطيل الدراسة في المحافظة لمدة يومين. وأشار الإنذار رقم 2، إلى تحرك الإعصار نحو سواحل محافظة ظفار (ألف كلم جنوبمسقط) والجمهورية اليمنية بسرعة تبلغ 130 عقدة، لافتاً إلى أنه حتى ظهر أمس، يصنّف الإعصار من الدرجة الثالثة. وأعلن مجلس الشورى تأجيل جلسته لانتخاب رئيس ونائبي الرئيس إلى الأربعاء المقبل، بعد أن كانت مقررة اليوم، كأولى جلسات المجلس الجديد الفائز في انتخابات الأحد الماضي. وعرفت السلطنة خلال السنوات الثماني الأخيرة إعصارين، الأول «جونو» في 2007، والثاني «فيت» في 2010، اللذان ضربا المناطق الشمالية، واستعدّت لشوبا قبل أشهر عدة قبل أن ينحرف مغيراً اتجاهه. وأدى الإعصاران إلى وقوع عشرات الوفيات، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة في بلد يعتمد في صورة كبيرة على النفط في دخله الوطني. ويتوقع أن يعبر الإعصار «تشابالا» الساحل اليمني كعاصفة مدارية بين محافظتي المهرة وحضرموت وتمتدّ تأثيراته إلى شبوه.