دانت الولاياتالمتحدة أمس الهجوم الذي استهدف «مخيم الحرية» الذي يؤوي 3 آلاف عنصر من منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة، قرب مطار بغداد الدولي، فيما نقلت وكالة «فارس» عن ميليشيا «جيش المختار» مسؤوليته عن الهجوم، محذرة من هجمات مماثلة إذا لم يغادر عناصر المنظمة البلاد. وكانت قيادة العمليات في بغداد أعلنت في بيان أن «15 صاروخاً انطلقت من منطقة البركية، استهدفت مخيم «ليبرتي»، وأن الشرطة عثرت على الشاحنة التي أطلقت منها الصواريخ، التي أدت إلى قتل 3 وإصابة 17 آخرين»، فيما أشارت مصادر أمنية إلى سقوط عدد منها في مقرات للجيش و «الفرقة الذهبية»، ما أدى إلى قتل وجرح عدد من الجنود، بالإضافة إلى سقوط صاروخ في حي الجهاد القريب من المطار. لكن أعضاء في المنظمة أكدوا ل «الحياة» أن «الحصيلة بلغت 20 قتيلاً، 23 جريحاً، وأن عدد الصواريخ التي سقطت على المخيم 80 صاروخاً، وبين القتلى القيادي في المنظمة حسين ابريشمجي». وعلمت «الحياة» أن منصة إطلاق الصواريخ التي عثر عليها في منطقة البكرية في حي الغزالية، غرب بغداد، كانت مكونة من 50 صاروخاً. ودانت زعيمة المنظمة مريم رجوي الهجوم، وقالت في بيان إن «الحكومة العراقية والأمم المتحدة مسؤولتان عن عدم الحؤول دون وقوع هذه الجريمة الكبرى، لأنهما وقّعتا مذكرة تفاهم منذ نهاية عام 2011 وأقامتا المكان الموقت للعبور، وفي رأينا أن هذا الهجوم مثل ستّ هجمات أخرى وقعت على المخيم، وإن وكلاء النظام الإيراني في الحكومة العراقية كانوا وراءه، وأضافت أن «الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة على اطلاع دقيق على هذه الحقيقة». على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان أن «الولاياتالمتحدة تدين بقوة الهجوم الوحشي والعبثي» وأن واشنطن «أجرت اتصالات مع كبار المسؤولين العراقيين للتأكد من أن السلطات تقدم كل المساعدة الطبية العاجلة وأن إجراءات أمنية إضافية ستتخذ»، فيما « دانت المفوضية العليا للاجئين في بيان الهجوم. وأضاف المفوض الأعلى للاجئين انتونيو غوتيريس «إنه عمل مستهجن وأنا قلق جداً من الأضرار التي لحقت بالذين يعيشون في مخيم ليبرتي». ودعا إلى «مواصلة جميع الجهود من أجل معالجة الجرحى وإعلان هوياتهم وكذلك المسؤولين عن الحادث». في الأثناء، أعلنت ميليشيا «جيش المختار» مسؤوليتها عن الهجوم، وأكدت أن العملية أسفرت عن قتل وإصابة أكثر من 225 من عناصر المنظمة. وقال واثق البطاط في تصريح أوردته وكالة «فارس» ان «جيش المختار الذي يتألف من عائلات ضحايا الانتفاضة الشعبانية طالب مراراً زعماء المنظمة (......) بضرورة مغادرة الأراضي العراقية على وجه السرعة، إلا أنهم رغم التسهيلات المقدمة من الدول الاوروبية واميركا أصروا على احتلال جزء من أراضينا وهذا الامر أرغمنا على هذا الرد». وحذر «زعماء (.... ) المنظمة الارهابية من تكرار مثل هذه العمليات إذا لم يغادروا». وكان البطاط الذي اعتقلته الحكومة الاتحادية السابقة على خلفية تبنيه إطلاق صواريخ على الحدود الكويتية والسعودية، قد تبنى العام الماضي هجوماً مماثلاً على المنظمة، لكنه أطلق من السجن في ظروف غامضة. وكانت الحكومة الاتحادية السابقة برئاسة نوري المالكي، أجبرت عناصر المنظمة الذين لجأوا إلى العراق إبان الحرب العراقية الايرانية 1980-1988، على مغادرة معسكر اشرف في شمال شرقي بعقوبة، ونقلتهم إلى مخيم كان قاعدة عسكرية اميركية في بغداد.