بقي ملفا النفايات ورواتب العسكريين والأجراء والموظفين متصدرين المشهد اللبناني، فيما يتريث رئيس الحكومة تمام سلام في دعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع لبت الموضوع الثاني. لكنه مصمم ومصر وفق معلومات ل «الحياة» على عقد جلسة تسبق موعد جلسة هيئة الحوار الوطني الثلثاء المقبل. ويرجح أن تكون بعد غد الاثنين لموضوع الرواتب وفتح اعتمادات مالية. إلا أن ما يؤخر عقد الجلسة هو ان وزراء «التيار الوطني الحر» يصرون على جلسة تنحصر ببند وحيد هو النفايات ليشاركوا فيها، وانهم لن يحضروا جلسة تخصص لرواتب العسكريين بذريعة ان هذه القضية لا تحتاج الى قانون ومجلس وزراء. وهذا ما أشار اليه النائب ابراهيم كنعان، الذي رأى ان «لا شيء يجب ان يقف، لا قانون ولا اجراءات ولا غيرها امام وصول هذه المعاشات والرواتب للعسكريين، ولا أحد من حقه ان يوقف ايرادات ورواتب ومعاشات جيشه وعسكره». وقال: «الهدف هو ايصال هذه الرواتب وبوقتها، ولكن في النهاية اذا حصل تعثر ما أو أي سبب لعدم إمكان تحقيق أي هدف سواء كان في مجلس الوزراء أم في المجلس النيابي فأنا أرى وهذا رأيي القانوني، ان المصلحة الوطنية العليا تسمح لنا بأن نقوم بهذا الإجراء، وتحديداً للجيش وللقوى الامنية». أما في موضوع النفايات فأشارت المعلومات الى انه لم تعد هناك أي عوائق وعقبات في هذا الملف والى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري متفائل بأنه لم تعد هناك من مشكلة، والوزير اكرم شهيب انتهى من كل الاتصالات في هذا الشأن، وذلك وفق خطته بأن يكون هناك مطمر سرار في عكار وفتح مطمر الناعمة 7 أيام والمطمر الثالث الذي اختاره بري في الكفور - النبطية في جنوبلبنان. الا ان الرئيس سلام الذي أبدى تفاؤله خلال اتصال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس به، فإن مصادره تقول انه «تلوع من التجارب السابقة»، وقال: «لا تقول فول حتى يصير بالمكيول». وفي إطار المشاورات واللقاءات لإيجاد حل لأزمة النفايات، اجتمع سلام مساء أمس في السراي الكبيرة، مع وزيري الصناعة حسين الحاج حسن والمال علي حسن خليل الذي أوضح أن اللقاء هو «لاستكمال البحث في ملف النفايات». وتوقع أن يعقد مجلس الوزراء جلسة له مطلع الأسبوع المقبل». أما الحاج حسن الذي أمل ب «أن نشهد خاتمة سعيدة تريح اللبنانيين من ملف النفايات المحزن المبكي»، فأكد أن «حزب الله وحركة أمل قاما بواجباتهما الوطنية في هذا الملف». «مرارة الوضع المتدهور» وكان سلام التقى وفداً من اللجان التجارية في المناطق اللبنانية برئاسة رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الذي صارح رئيس الحكومة «حول مرارة الوضع الذي يُسجل المزيد من التدهور منذ خمس سنوات وحتى اليوم». وقال: «أطلعنا الرئيس سلام على الأوضاع المزرية اقتصادياً وتجارياً، علماً أن قطاعنا هو الأبرز لجهة المساحة الاقتصادية أو التواصل الاجتماعي او الانتشار الجغرافي، أو لجهة القدرة على التشغيل والتوظيف للقوى العاملة في لبنان، وبالتالي أي انتكاسة تتفشى كالنار في هشيم الإقتصاد الوطني». وفي موضوع النفايات أعلن ناشطو الحراك المدني المتابعون لخطة الوزير شهيب ومركز حماية الطبيعة في الجامعة الاميركية في بيروت في بيان «انه وبعد العمل بشكل مستقل من قبل اللجنة البيئية في الجامعة من جهة، وخطة شهيب من جهة أخرى بشكل مستقل، تبين ان النتائج جاءت متطابقة بين الاثنين. وبعد اعادة ترتيب الاولويات من قبل لجنة المواد الصلبة في الجامعة، تبين ان لا مشكلة مع ما جاء في خطة شهيب». ودعت اللجنة الى بدء عملية حلقات الفرز من المصدر إنتهاء بالمطمر بشكل فوري، لاسيما قبل البدء بالمرحلة الاولى لخطة شهيب والتي هي سبعة ايام، مؤكدة ان لا غنى عن المطامر الصحية. واعتبر وزير العمل سجعان قزي ان «عقدة النفايات لم تكن يوماً مسيحية، لكن هناك من يريد نقل المشكلة الى المناطق المسيحية بعدما وصل الملف الى امام حائط مسدود بين البقاع وسرار»، مضيفاً ان «حزب الكتائب قدم كل التسهيلات للخطة النهائية التي وضعت بناء على 3 مطامر، الناعمة، وسرار في عكار وموقع معين في البقاع. وفي مجلس الوزراء الاخير الذي عقد لحسم الموضوع، اخذنا القرار بتقديم مشاريع انمائية لهذه المناطق البقاعية وعكار وعلى الدولة ان تنفذها». واوضح ان «الموضوع ليس متوقفاً على المناطق المسيحية، انما هو صراع سياسي سنّي - شيعي»، مؤكداً ان «لا اشكالية لدى المناطق المسيحية بأن تكون شريكة في أي حل صحي بيئي، ولنتذكر اننا تحملنا في برج حمود وحدنا نفايات كل لبنان ل 25 عاماً وهذه المنطقة هي جزء لا يتجزأ من المنطقة المسيحية». الى ذلك نظم أهالي القرى والبلدات المحيطة بمكب سرار وحملة «عكار لعيونك توحدنا» جنازة رمزية للنواب الذين وافقوا على قرار إنشاء مطمر في البلدة. وحملوا النعش وساروا به في الجنازة بعد صلاة الجمعة التي أقيمت في خيمة الاعتصام في العبودية على مفرق بلدة سرار. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن عناصر مخفر شتورا أوقفوا منتصف ليل (أول من) أمس سائق شاحنة محملة بالنفايات على الطريق العام في شتورا.