دفع قول ملتبس لوزير الزراعة اللبناني أكرم شهيب بعد زيارته ووزير الصحة وائل أبو فاعور، رئيس الحكومة تمام سلام أمس، ان «الخميس آت»، تساؤلات عما اذا كان يعني إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء، علماً ان المجلس في إجازة قسرية منذ 27 آب (أغسطس) الماضي. غير ان التصريح الذي جاء بعد بحث ملف أزمة النفايات مع سلام وخطة معالجتها العالقة في ضوء غياب رد «حزب الله» في شأن تسمية مطمر في البقاع الشمالي بالتوازي مع مطمر سرار في عكار، بدا انه يحمل مواقف حركت اجتماعات ليلية ربما تنتج جلسة وزارية أو على العكس خطوات تصعيدية. وقال شهيب بعد اللقاء: «أول من أمس كان للرئيس سلام دور كبير جداً على طاولة الحوار انما ننتظر ما اذا كانت ردود الفعل إيجابية أو لا. ونأمل بأن تكون ايجابية، في جميع الأحوال نراكم الخميس». وعلمت «الحياة» ان شهيب قصد انه نفد صبره ايضاً وموقفه النهائي يبته غداً الخميس وقد يطلب إعفاءه من الملف اذا لم يتم البت بالموضوع. ومن المقرر أن يزور شهيب وأبو فاعور اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان تحرك مساء وعقد اجتماعات موسعة لإيجاد حل مضمون وقابل للتنفيذ في شأن معالجة أزمة النفايات. وذكرت أوساطه انه يريد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم. وقالت ان بري يتفهم الدواعي التي تدفع شهيب الى احتمال سحب يده من الملف، مثلما يتفهم موقف رئيس الحكومة . وتزامنت أمس، الاجتماعات التي عقدها بري مع الحوار الثنائي بين «المستقبل» و»حزب الله» الذي عُقد مساء في مقر الرئاسة الثانية وبرعاية بري ممثلاً بوزير المال علي حسن خليل، وشارك وزير الداخلية نهاد المشنوق في الحوار. وكان سلام بحث التطورات في السراي الكبيرة مع النائب بهية الحريري. والتقى عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي سيمون أبي رميا الذي قال بعد اللقاء:» تحدثنا عن الوضع السياسي في البلد وأزمة النفايات والصرخة المحقة للناس عن استقالة المسؤولين السياسيين من مهماتهم، لكن المحور الاساسي كان مشروع سد جنة الحيوي لقضاء جبيل والعاصمة والذي يتعرض لضغوط نيابية لعدم متابعة تنفيذه لأسباب أعتقد انها كيدية وعشوائية». ونقل عن سلام «صرخة ألم ومعاناة في موضوع أزمة النفايات وهو يطالب كل القوى السياسية بأن تكون ملتزمة اولاً تنفيذ الخطة التي عرضها الوزير أكرم شهيب ضمن توافق كامل وشامل بين كل القوى السياسية وليس فقط بالكلام وأتمنى ان تكون صرخته مسموعة من قبل الجميع وما أستطيع تأكيده اننا كتكتل أبلغنا الرئيس سلام والوزير شهيب موافقتنا الكاملة، لكن يبدو ان الرئيس لديه معطيات يستند اليها لأخذ القرارات المتعلقة به ونسمع كلاماً كثيراً سقفه عال نتيجة عدم الشروع بتنفيذ هذه الخطة». « المستقبل» وكلام نصر الله ومساء، جددت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها الاسبوعي برئاسة سمير الجسر (لوجود الرئيس فؤاد السنيورة خارج لبنان)، «دعمها القوي للحكومة ودعوتها الى المسارعة للامساك بزمام المبادرة والمضي في تطبيق الخطة الانقاذية للوزير شهيب وما طرحه الرئيس سلام». ورأت ان «صورة الدولة الفاشلة الغارقة في سيول النفايات طغت على سطح الازمة الحالية». وانتقدت الكتلة «مواقف الامين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله بحق المملكة العربية السعودية والمسؤولين فيها وخصوصاً ما ظهر من شعارات وهتافات صادرة عن عناصر «حزب الله» بحق المملكة خلال ذكرى عاشوراء التي يريد الحزب تحويلها الى مناسبة لنشر الاحقاد والفتن». ورأت ان هذه الهتافات بحق المملكة معيبة وتعكس قلة وفاء تجاه كل ما قدمته المملكة خصوصاً بعد حرب تموز وهي لا تخدم لبنان او اللبنانيين بل تزيد تعقيد الامور ودفعها باتجاه منزلقات خطيرة تخدم مصالح أعدائه». ودعا عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي نعمة طعمة الى دعم خطة شهيب «قبل خراب البصرة، فرئيس الحكومة تحمل الكثير وصبر ولكن الوضع بات ينذر بعواقب وخيمة». واعتبر نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت أن ماجرى في بيروت وبعض المناطق من سيول حملت معها أكوام النفايات يتحمل المسؤولية الرئيسية عنها الفرقاء السياسيون الذين يجيرونها ويستثمرون فيها لتحصيل مكتسبات في ظل واقع المحاصصة، خصوصاً أنّ هناك فريقاً يريد ان يعطل الأداء الحكومي». وأكد رفض «الجماعة» لاستقالة سلام في هذه الأوقات كي لا يشكل ذلك فراغاً إضافياً». ورفض «ابتزاز رئيس الحكومة من قبل بعضهم»، مطالباً سلام بالدعوة الى جلسة أسبوعية وليتغيب من يتغيب، وليتحمّل المعطل مسؤولية فرط الحكومة.