ترجمة: مبارك الخالدي أُعِيدكَ أُطْلِقُكَ، يا خوفيَ الشديد الجميل. أُطلقكَ. أنتَ تَوأمِي المُبغَضُ والمحبوبْ، لكنِي، الآن، لم أَعُدْ أعرِفُكَ كنفسي. أُطلقك مع الوجعِ الذي خَبِرْتهُ عندَ موتِ أطفالي. أنت لم تَعُد ْدمي. أُعِيْدُكَ إلى الجنودِ الذين أَحرَقوا بيتيَ، قطعوا رؤوسَ أطفالي، اغتصبوا شقيقاتي وأشقائي. أُعيدكَ لأولئكَ الذين سرقوا الطعامَ من صُحُونِنِا ونحن نتضور جوعاً. أُطْلقكَ، يا خوفي، لأنك تُبْقِي هذهِ المشاهدَ أمامي وأنا قد وُلِدْتُّ بعيونٍ لا تستطيع الانغلاقَ أبدا. أُطْلِقُكَ أُطلِقُكَ أُطلقُكَ أُطلِقُكَ لا أخافُ أنْ أغضبَ لا أخافُ أن أبْتَهِجَ لا أخافُ أن أكون سوداء لا أخافُ أن أُكون بيضاء لا أخافُ أن أجوعَ لا أخافُ أن أشبَعَ لا أخافَ أن أُبْغَضَ لا أخافُ أن أُحَبَّ أُحَبْ، أُحَبْ، يا خوف آه، لقد خنقتني، وأنا من أعطاك المِقْوَدْ. قطّعتّ أحشائي، وأنا من أعطاك السكين. التهمتني وأنا من مدّ نفسي فوق النار. إنني أسترد نفسي ياخوف لم تَعُدْ ظِلي: لن أُبْقِيكَ في يَدَيْ لا تستطيعَ العيشَ في عيوني، أُذُنَيْ، صوتي، بطني، أو في قلبي قلبي قلبي قلبي لكن تعال هنا يا خوف إنني حيةٌ وأنت خائفٌ كثيراً من الموت. الاعتدال يجبُ أن امْتَنِعَ عن اقتحامِ القصةِ بالقوةِ لأني إن فَعلتُ سأجِدُ نفسي ونبوتَ حربٍ في يدي ودخانَ الحُزْنِ يَتَرنَحُ في اتجاه الشمس، أُمّتُكَ مَيْتَةٌ إلى جانبك. اَسْتَمِرُ في المشي مبتعدةً رُغمَ سرمديته. ومن كُلِّ نقطةِ دمٍ يَنبتُ أبناءٌ وبناتٌ، أشجارٌ، وجبلٌ من الأحزانِ، ومن الأغاني. أحكي لك هذا من غَسَقِ مدينةٍ صغيرةٍ في الشمال، ليست بعيدة ًعن مكانِ ميلادِ السياراتِ والصناعة. الإِوَزاتُ عائدةٌ للتزاوجِ والزعفراناتُ اِخترقتِ الأرضَ المتجمدة. عمّا قريب، سيأتونَ لي وسأصمدُ أمامَ مُحَلَّفِي المصير. نعم، سأجيبُ بِلَغْوِ العالمِ الجديد، لقد هَزَمْتُ إدماني للحربِ والرغبة. نعم، سأجيبُ، لقد دَفَنْتُ الموتى وصنعتُ أغانٍ من الدمِ، ومن النخاع. * شاعرة أميركية ومؤلفة وكاتبة سيناريو وموسيقية، قدمها المترجم ضمن مشروع بعنوان «بويتك بوبري» في «فنون الدمام».