ما أشد حزن من يُحب أن يكون وحيداً ولا يقدر أن يتكل على ذويه بعد الله...كم من مرة قاسى قلبي.. هذا العذاب.. عبثاً حاولت أن أوقظ من حولي وأخرجهم من سباتهم ومن مشاغلهم الشخصية ومجادلاتهم الفارغة وكثيراً ما يجيبونني إن لم يكن بالكلام فبالأفعال.. لا أستطيع الآن أشغالي كثيرة، إنني مرهق أنا محتاج إلى الراحة فألح برفق وأقول لهذه النفس تعالي قليلاً الآن أحتاج إليك. لا تخش أن تتركي لأجلي هذه الراحة ولكني أسمع الجواب نفسه.. يا لك من نفس مسكينة تنامين ولا تقدرين أن تسهري معي.. تعلمي يا نفسي العزيزة ما أشد خيبة من يطلب المواساة عند الخلائق فإنهم نائمون لا يحققون أملك ولا يجابون على حبك ثم عدت أصلي لله ركعتين. وسبحت الله أسأله المعونة فقلت يا رب. فأنا تعودت كلما أشتد العذاب على قلبي أسألك أن تعينني وأعرض عليك أوجاعي وأنت تعلمها ومخاوفي ورغباتي قلت لله تعالى إن جسمي مجهد وقلبي محصور حتى الموت ونفسي تقاسي أنني سألته بكل ثقة وأنتظر أن يعطيني القوة اللازمة فأنا أتوكل عليه نفسي يا ربي حزينة جداً لا أرى من خلالها وأنا تحت أثقال الخطايا البشرية إلا نكران الجميل جزاءً لآلامي ألمرة وحبي الشديد. نعم كنت قد سفكت دمي على الكثير ممن أحب لأنني أحب الجميع.. حباً جماً.. ولكن كم يكون هذا الحب ألطف وأرق وأشد نحو البعض هذه النفوس المختارة انتظرت فيها حباً أكثر وسخاءً ونكران للذات ومطابقة لجودتي أوفر واأسفاه لقد شاهدت في هذا الوقت كثيرين يتحولون عني البعض يسدون آذانهم عن سماع صوتي والآخرون يسمعونه ولا يتبعونه وغيرهم يلبون نداء قلبي برهة من الزمن تلبية سخبة ثم ينامون رويداً رويداً. لقد كنت أميناً في أدق واجباتي. أما الآن فإنني محتاج إلى الكثير ولي أن أعفي نفسي من أشياء تضايقتني، ويحك يا نفس مسكينة أهكذا أخذ النوم يستولي عليك وبعد يا نفساً أحبها اعلمي أن كثيرين فاجأهم الموت وهم غارقون في النوم.. كل هذا كان ظاهراً أمام عيني وقلبي ما العمل.. أتقهقر أأطلب من الله أن يرفع عني هذا الشجن.. هنا أجدد خضوعي لله وحده ومشيئته وأقول للنفس اخضعي حكمك لله... فاللهم بك أعوذ واليك الوذ فأجعل لي في اللهف إلى جوارك والرضا بضمانك مندوحة عن منح الباخلين وأغتني عما في أيدي المستأثرين. اللهم عُد بفرجك القريب ومعروفك القديم وعادتك الحسنة آمين.