أعلنت لجنة الانتخابات في ساحل العاج أمس (الأربعاء)، أن الرئيس الحسن واتارا حقق فوزاً كبيراً في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مطلع الأسبوع، ليضمن بذلك ولاية ثانية مدتها خمس سنوات. وأعلن رئيس «اللجنة المستقلة للانتخابات» يوسف باكايوكو في مؤتمر صحافي، أن واتارا حصل على مليونين و118 ألفاً و299 صوتاً، بنسبة 83.66 في المئة من الأصوات. وقال إن نسبة الناخبين المسجلين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الأحد الماضي بلغت 54.63 في المئة. ولد الحسن واتارا في الأول من كانون الثاني (يناير) العام 1942، في مدينة ديمبوكرو في وسط ساحل العاج. وكان والده تاجراً معروفاً في المدينة، وامه من بوركينا فاسو. وترقى واتارا في تعليمه حتى حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا الأميركية في العام 1967. وانطلقت مسيرته السياسية حين استدعاه الرئيس المؤسس لجمهورية ساحل العاج فيليكس هوفوت بوانييه وعينه رئيساً للوزراء في العام 1990. وبقي في منصبه حتى وفاة بوانييه في كانون الأول (ديسمبر) 1993، وخلال السنتين الأخيرتين من حياة بوانييه، كان واتارا هو الحاكم الفعلي لساحل العاج بعدما اشتد مرض السرطان على الرئيس. وخلال تلك الفترة، اشتد الصراع السياسي بين وتارا ورئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) هنري كانون بيدييه، إذ استغل الأخير نص الدستور الذي يقضي بتولي رئيس البرلمان مقاليد السلطة في حال عجز أو موت الرئيس، لينصب نفسه رئيساً. وعمل بيدييه على إقصاء واتارا عن الحكم من خلال منعه من المشاركة في انتخابات 1995، من طريق قانون ينص على وجوب أن يكون والدا المرشح يتحدران من أصول عاجية. وبسبب التشكيك في أصول والدته، منع واتارا من المشاركة في انتخابات 1995، ما دفعه إلى مغادرة البلاد والعمل في صندوق النقد الدولي. ومع انهيار نظام بيدييه في العام 1999، عاد واتارا إلى بلاده، وتم انتخابه رئيساً لحزب "تجمع الجمهوريين" في منتصف العام 1999. وفي العام 2000، وللسبب ذاته، مُنع واتارا للمرة الثانية من المشاركة في الانتخابات المثيرة للجدل، والتي فاز فيها خصمه لوران غباغبو، ودخلت البلاد بعدها في حرب أهلية طاحنة، استدعت تدخلاً دولياً. وشارك واتارا في انتخابات 2010 وحصل على نسبة 54 في المئة، في مقابل 46 في المئة من الأصوات نالها غباغبو، بحسب النتائج المعلنة من قبل اللجنة الانتخابية. لكن الأخير رفض الاعتراف بفوز واتارا، فغرقت ساحل العاج في أعمال عنف أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف شخص. وبدأت أزمة سياسية وعسكرية استمرت عقداً من الزمن. واعترف المجتمع الدولي بواتارا رئيساً وحيداً لساحل العاج، وأدى اليمين الدستورية، وشكل حكومته، لكنه مع ذلك بقي حبيساً مع حكومته في فندق غولف المطل على بحيرة في أبيدجان، تحيط به الأسلاك الشائكة ويحرسه عشرات من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وفي 11 نيسان (أبريل) 2011، ألقي القبض على غباغبو، الأمر الذي مهد الطريق لواتارا ليتولى رئاسة البلاد. وينتظر غباغبو الآن محاكمته أمام «المحكمة الجنائية الدولية» في لاهاي، لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الانسانية. يذكر أن مراقبين وصفوا انتخابات الأحد الماضي بأنها كانت سلمية وشفافة. ومن المرجح أن تطمئن المستثمرين الذين تدفقوا على أكبر منتج للكاكاو في العالم، سعياً للاستفادة من نمو اقتصادي بلغ حوالى تسعة في المئة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.