واصل مسلحو «المقاومة الشعبية» ووحدات عسكرية موالية للحكومة اليمنية تقدمهم أمس على حساب مسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح غرب مدينة تعز بالتزامن مع غارات شنها طيران التحالف على مواقع الجماعة وعمليات إنزال جوي لتزويد «المقاومة» بكميات من الأسلحة النوعية الخفيفة والمتوسطة. وأفادت مصادر عسكرية يمنية بأن مقاتلات التحالف نفذت أمس لأول مرة طلعاتها انطلاقاً من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج (50 كلم شمال عدن) بعد أن قامت قوات التحالف بإعادة تأهيل المدارج وتزويدها بأجهزة المراقبة والتوجيه. في هذا الوقت، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، إن الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين منذ سبعة أشهر قد تنتهي قريباً. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إن من المؤشرات على ذلك أن علي عبد الله صالح والحوثيين قبلوا قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والدخول في محادثات الأممالمتحدة على هذا الأساس، «كما أننا نرى المكاسب التي تحققت على الأرض. معظم الأراضي اليمنية التي سيطر عليها المتمردون جرت استعادتها». وأكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين في حديث إلى «الحياة»، أن الحكومة بعثت خطاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكدت فيه موافقتها على إجراء المحادثات وفق أطرها القانونية. وفي رده على اتهامات الحوثيين للحكومة بأنها تحاول تأخير وتعطيل المشاورات، سأل: «أي تعطيل؟ المسألة ليست مجرد إلصاق تهم، هل ذهبوا إلى جنيف وينتظرون هناك؟ هل أعلنوا وفدهم وعدده؟ هل أعلن جدول الأعمال؟ هل تقدمت الأممالمتحدة بدعوات؟ هل تسلمنا دعوات ولم نستجب؟ لا، لم يرتب أي شيء حتى الآن». في غضون ذلك جددت مقاتلات التحالف استهداف مواقع الحوثيين وقواتهم في صنعاء ومحيطها ومحافظات مأرب وتعز وحجة، وطاول القصف في صنعاء قاعدة الديلمي الجوية قرب المطار، ومعسكر النهدين المطل على القصر الرئاسي ومخازن الأسلحة في جبل نقم ومواقع أخرى في شارع الستين وضواحي العاصمة الشرقية والجنوبية. وذكر سكان في صنعاء أن طيران التحالف شن غارات كثيفة صباح أمس على مواقع متفرقة في العاصمة. واستهدفت الغارات مقر المكتب السياسي للحوثيين ومبنى التلفزيون الحكومي الذي يسيطرون عليه في منطقة الجراف، وهي من أهم معاقلهم داخل العاصمة صنعاء. كما استهدف طيران التحالف منطقة ضبوة ومعسكر 48 التابع للحرس الجمهوري في سواد حزيز. وتواصلت المواجهات العنيفة أمس بين قوات الجيش مسنودة برجال المقاومة من جهة، وميليشيا الحوثي المسنودة بقوات موالية لصالح من الجهة الأخرى في محافظة تعز. وعلمت «الحياة» من مصادر في المقاومة، أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من دحر ميليشيا الحوثي وصالح في وادي الدحي وسط المدينة. وأسفرت المواجهات عن مقتل الرجل الثاني للميليشيا في تعز ويدعى أسامة فارع، مع عدد من مرافقيه. وذكرت المصادر أن قوات التحالف زودت المقاومة بكميات كبيرة من الأسلحة النوعية الخفيفة والمتوسطة عبر إنزال جوي ناجح غربي تعز. وتزامنت هذه التطورات مع غارات للطيران استهدفت مقر اللواء 22 حرس جمهوري في منطقة الجند شرق تعز ومواقع الحوثيين في جبل «الهان» في منطقة الضباب، مع تقدم المقاومة في محيط مدينة المخا الساحلية غرب المدينة. وفي محافظة مأرب أفادت مصادر قبلية بأن قوات الجيش الموالي للحكومة والمقاومة فرضت حصاراً على مواقع الحوثيين في جبل «هيلان» الاستراتيجي في ظل تبادل للقصف المدفعي ووسط غارات لطيران التحالف على مواقع الجماعة في مناطق «ماس» و «مخدرة» و «الجدعان» شمال غرب مأرب. إلى ذلك، لقي أكثر من 14 مسلحاً حوثياً مصرعهم أمس في إطلاق للنار مع القوات البرية السعودية على الحدود أثناء اعتداء المسلحين على إحدى النقاط السعودية. وذكرت مصادر أن المسلحين قاموا بإطلاق النار وقذائف الهاون لمحاولة الاعتداء على الحدود السعودية. وتمكنت القوات السعودية من القضاء على ما لا يقل عن 14 مسلحاً، فيما لاذت البقية بالفرار إلى مرتفعات رازح وصعدة. ومع تدهور الاقتصاد وتصاعد المخاوف من انهيار العملة الوطنية أمام العملات الصعبة عاد محافظ البنك المركزي اليمني محمد عوض بن همام إلى صنعاء أمس بعدما غادرها قبل أكثر من شهرين إلى مسقط رأسه في حضرموت، فيما ترددت أنباء أن عودته إلى عمله جاءت بعد أن تعهد الحوثيون عدم التدخل في استقلالية البنك وحياده.