إذا كانت نسبة الشباب في السعودية تصل إلى نحو 70 في المئة، بحسب آخر الأرقام الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات سابقاً، فإن 66 في المئة من سكان السعودية بأطيافهم كافة - وفق تقرير صادر عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أخيراً - يتخذون من الإنترنت وسيلة لتحقيق غايات تتفاوت بين معرفية أو ترفيهية أو ما سواهما. أرقام كبيرة، ونسب ارتفاع عالية تجعل من السوق السعودية واحدة من الأسواق الأكثر نمواً في قطاع الاتصالات، وتشهد تطبيقات الهواتف الذكية وتصفح المواقع الإلكترونية إقبالاً كبيراً من مستخدمي الإنترنت في المملكة. وفي حين لم يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية عام 2010 نحو خمسة ملايين مشترك، إلا أن الرقم قفز في منتصف العام الحالي 2015، ليصل إلى 35 مليون مشترك في خدمات النطاق العريض عبر الاتصالات المتنقلة في المملكة، بنسبة انتشار تصل إلى 113 في المئة. وعزت الهيئة وفق تقريرها ذلك إلى تزايد أعداد الهواتف الذكية، فيما يبلغ عدد المشتركين في خدمة الهواتف المتنقلة 53 مليون مشترك بنسبة انتشار تتجاوز ال170 في المئة. وأشار تقرير صادر عن الهيئة إلى أن البرامج التي يتم تحميلها عبر الأجهزة الذكية، ومنها تطبيقات الأعمال، ووسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب من أبرز الأسباب التي أسهمت في ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة ووصوله إلى هذا الرقم، مشيراً إلى تزامن ذلك مع حرص مقدمي الخدمة على مواكبة الارتفاع وتوفير باقات عدة للمستخدمين تتناسب مع حاجاتهم. ويبين الإحصاء أن هناك زيادة في الطلب على خدمات الإنترنت والنطاق العريض، نتيجة الاستخدام والارتباط بالبرامج التي تعتمد على الاتصال، وتحول عدد من الإجراءات الحكومية إلى التعاملات الإلكترونية. وأكّدت هيئة الاتصالات أن تحسين جودة الخدمة وتوفير سرعات عالية وانتشار الأجهزة الكفية سيؤدي إلى استمرار زيادة الطلب على خدمات الإنترنت في الأعوام المقبلة، إذ تشهد السوق السعودية إقبالاً كبيراً على اقتناء الأجهزة الذكية حال وصولها إلى المتاجر. وتقترن الأجهزة الذكية بمواقع التواصل الاجتماعي، وبحسب إحصاء حديث تصدرت المملكة دول العالم في نسبة المستخدمين النشطين ل«تويتر» إلى إجمالي عدد السكان بنسبة تصل إلى 41 في المئة، تزامناً مع وصول عدد مستخدميه في السعودية إلى نحو تسعة ملايين مستخدم. وبحسب إحصاء أعدته إحدى الشركات المتخصصة، حلّت السعودية في المرتبة الثالثة عالمياً في عدد مشاهدات «يوتيوب» في اليوم الواحد مسجلة نحو 90 مليون مشاهدة يومياً، لتأتي بعد الولاياتالمتحدة الأميركية والبرازيل. وفي السياق ذاته، تحظى تطبيقات الألعاب بنصيب كبير من الاستخدام الكبير للهواتف الذكية، بيد أن عدداً من الاختصاصيين سواء كمنظمات أم أفراد بدأوا إنشاء تطبيقات تعليمية وتربوية موجهة في الغالب للأطفال بهدف زيادة الوعي والاستفادة من هذه التقنيات بالاستخدام الأمثل لها.