قالت الشركة الاستشارية المتخصصة في مجال التقنية المعلوماتية كوندو بروتيغو، إنه بات لزاماً على الشركات العاملة بالمنطقة أن تعيد التفكير في خيارات حلول تخزين البيانات لديها بفعل ما فرضته حقبة «إنترنت الأشياء» من زيادة حادة ومطردة في كمية البيانات، وحذرت في الوقت نفسه من أن الشركات التي تتجاهل أو تغفل هذا الأمر إنما تخاطر بتنافسيتها ومكانتها بسبب سوء إدارة المعلومات. ويتوقع تقرير صدر هذا العام عن المؤسسة الاستشارية العالمية «ديلويت» أن تنمو تطورات حقبة «إنترنت الأشياء» بمنطقة الشرق الأوسط بنسبة تتراوح بين 50 و60 في المئة سنوياً في خدمات إنترنت الأشياء ذات الصلة، مقارنة بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة عالمياً، الأمر الذي ستبلغ معه حركة البيانات المتدفقة عبر مراكز البيانات مئات البلايين من الجيجابايتات خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وفي هذا الصدد، قالت مدير العمليات لدى كوندو بروتيغو سافيثا باسكار: «نمو البيانات المطرد بالمنطقة على امتداد الشركات بمختلف أحجامها وقطاعاتها الرأسية أمرٌ محتوم، وكي تستفيد شركة ما بالشكل الأمثل من هذه المعلومات وكي تصل إلى أفضل أداء ممكن مقرون بتقليص الكلفة، لا بد أن تطبّق منهجية تخزين طبقية فعالة». وتابعت: «من اللافت أنه حتى الشركات الأصغر حجماً بدأت تحدد حلول تخزين جديدة ومتعددة في سعيها لمواكبة النمو الهائل والمتواصل في كميات البيانات وإدارتها بشكل فعال، وهناك نطاق عريض من الحلول المتاحة في الأسواق لتحقيق النسبة المرجوَّة بين الأداء والكلفة. وبتعبير آخر، حلول التخزين الطبقية تفيد الشركات الصغيرة تماماً مثلما تفيد الشركات الكبيرة». ومن الأمور التي فاقمت وتيرة انفجار البيانات، إذا جاز التعبير، بالمنطقة إدراك الشركات المتزايد لأهمية تحليل بيانات العملاء، وتواتر الهجمات الإلكترونية التي تستلزم حلول حماية تستنفد الكثير من المساحة التخزينية، والتطبيقات والبرمجيات ونُظم التشغيل الجديدة، والحاجة إلى تشغيل ملفات الوسائط الضخمة عن بُعد. ونصحت كوندو بروتيغو الشركات العاملة بالمنطقة أن تستهل مهمة اختيار حلول التخزين الملائمة لأعمالها بتقويم حاجات التخزين المؤسسية الفعلية من خلال تصنيف البيانات بحسب الأهمية الحاسمة، ومراجعة حجم بيانات التطبيقات، وتحديد أداء التطبيقات المطلوب، والسرعة المطلوبة للوصول إلى البيانات. بعدئذ يتعين على قادة الأعمال الحصول على مشورة شركة استشارية موثوقة في مجال حلول البيانات والتخزين لتقوم من جانبها بتقويم مخاطر ومزايا حلول تخزين البيانات المختلفة، ومن ثم اتخاذ القرار جماعياً بشأن الحلول الأنسب لأهداف الأعمال. ويتوافر في أسواق المنطقة نطاق عريض من حلول تخزين البيانات، بدءاً من حلول التخزين المدمجة فئة شبكة منطقة التخزين (SAN) وفئة التخزين المتصل بالشبكة (NAS)، وتمثل الفئتان المذكورتان حلول التخزين المعيارية في الوقت الراهن، ووصولاً إلى حلول التخزين الفلاشية الكاملة المصمَّمة لدعم نُظم الحوسبة فائقة الأداء، إلى جانب حلول التخزين السحابية التي تتميز بإتاحتها العالية وكلفتها المجدية. ويقول مستشارو حلول التخزين إن أفضل استراتيجية هي اختيار توليفة من حلول التخزين المذكورة آنفاً، ضمن نظام واحد أو على امتداد نُظم طبقية متعددة بما يناسب أحمال البيانات المختلفة. وكبار المديرين التقنيين بحاجة إلى أخذ مشورة شركات استشارية موثوقة لمساعدتهم في تصنيف أحمال بيانات العملاء وتحديد أفضل شكل فعَّال لتخزين البيانات بما يتوافق مع الحاجات المؤسسية. وفي مثل هذه الحال، تُعطى الأولوية القصوى وأكبر مواانة تخزينية للبيانات ذات الأهمية الحاسمة، مثل نظام تخطيط الموارد المؤسسية (ERP) الذي يشغّل عمليات الأعمال المحورية. بعدئذ تُحدَّد للبيانات الثانوية، مثل البيانات الأرشيفية وبيانات النسخة الاحتياطية، موازانةٌ تخزينية أقل، ثم من الأنسب نقل «البيانات الهائلة» (بيغ داتا) غير المهيكلة إلى حلول تخزين منفصلة وأقل كلفة تتسم بإمكانية توسيعها لمواكبة نمو البيانات.