أكد برنار بيفو رئيس لجنة تحكيم جائزة «غونكور»، أعرق المكافآت الأدبية الفرنسية، أن إعلان التصفية النهائية للمرشحين للفوز بالجائزة من متحف باردو في العاصمة تونس الذي استهدفه هجوم في آذار (مارس) الماضي، يشكل عملاً «رمزياً» و «ديموقراطياً». وأضاف الصحافي الفرنسي السابق أن أكاديمية «غونكور» أرادت أن تقول للتونسيين والديموقراطية الناشئة في بلادهم بعد الاعتداءين «الشنيعين» على متحف باردو (22 قتيلاً) وسوسة (38 قتيلاً): «اثبتوا! مبادئ حرية الفكر والكتابة والتعبير أساسية». وعن اختيار تونس للكشف عن التصفية النهائية لهذه الجائزة العريقة في خطوة غير مسبوقة، قال بيفو: «نحن حساسون جداً إزاء الدول الفرنكوفونية وحيث الأدب الفرنسي موجود. لقد ذهبنا الى بيروت قبل سنتين. وها نحن اليوم في تونس في بلد وقع ضحية اعتداءين شنيعين مطلع السنة. ونحن هنا لنقول: تشبثوا نحن معكم». وتابع: «انها طريقة رمزية جداً إلا أنها صادقة جداً، لنقول لكل الاشخاص الذين ينطقون بلغتين هما العربية والفرنسية إنكم تمرون بمرحلة صعبة إلا أن فرنسا تتعاطف معكم، وخصوصاً مع الكتاب والصحافيين والاساتذة والطلاب. اثبتوا، فمبادئ حرية الفكر والكتابة والتعبير أساسية». وكان اختيار متحف باردو منطقياً، إذ قال بيفو «في آذار (مارس) الماضي، حصد الطغيان حياة 22 شخصاً في هذا الصرح الثقافي. قتل هؤلاء الأشخاص تالياً لأنه كان لديهم فضول ثقافي وفني بكل بساطة». وأضاف: «سنجتمع في إحدى قاعات المتحف لنصوت، والتصويت عمل ديموقراطي وسنكشف اسماء المرشحين الأربعة المتبقين. (...) انا اعتبر الأمر مهماً رغم رمزيته. فنحن نعيش على الرموز ويجب ان نتشبث بالرموز. أظن أن أكاديمية غونكور على حق عندما تقوم برحلات كهذه». وأكد بيفو الذي قدم لسنوات طويلة برنامج «ابوستروف» (Apostrophes) ومن ثم «بويون دو كولتور» (Bouillon de culture) عبر التلفزيون الفرنسي، ان «الموسم الأدبي الجديد جيد جداً في فرنسا وهو أفضل من موسم العام الماضي. سنواجه صعوبة في اختيار الفائز بجائزة غونكور بسبب وفرة المواهب». وأضاف: «ميزة هذه السنة ان فيها كثيراً من الأعمال التي تتناول الشرق، سواء على صعيد الكتاب او المواضيع. لم نكن على علم بذلك عندما اخترنا تونس». وأفاد بأن: «الكتاب المغاربة يضفون موسيقاهم ونظرتهم إلى العالم وفرادتهم على الأدب الفرنسي. وثمة بُعد تربوي أيضاً. فكل قارئ يلج العالم من باب آخر عبر الأدب. الأدب ليس مجرد ترفيه بل هو معرفة الآخر. قد لا تكون فرنسا اهتمت حتى الآن كثيراً بأولئك الكتاب الآتين من آفاق اخرى من أفريقيا وكيبيك والانتيل. أظن ان مساهمتهم تزداد أكثر فأكثر». يذكر أن جائزة غونكور أُنشئت في العام 1903 وفازت بها العام الماضي ليدي سالفير عن روايتها «Pas Pleurer». التونسي هادي قدور في المرحلة النهائية للجائزة كشفت أكاديمية غونكور أمس، من متحف باردو في العاصمة التونسية، أسماء المرشحين الأربعة في التصفية النهائية لجائزة غونكور أعرق المكافآت الأدبية الفرنسية التي تمنح في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل من بينهم الفرنسي التونسي هادي قدور عن روايته «لي بريبونديران» (المتفوّقون). أما الكتّاب الثلاثة الآخرون في هذه التصفية النهائية لجائزة غونكور 2015 فهم ناتالي أزولاي عن رواية «تيتوس نيميه با بيرينيس» (تيتوس لم يكن يحب بيرينيس)، وماتياس أينار عن «بوسول» (بوصلة)، وتوبي ناتان عن «سو بايي كي تو روسامبل» (هذا البلد الذي يشبهك). وقد غاب الكاتب الجزائري بوعلام صنصال صاحب رواية «2084» والمرشح للفوز بكل الجوائز في موسم المكافآت الأدبية الفرنسية عن هذه القائمة القصيرة. وأتى الإعلان على لسان ديديه دوكوان أحد الأفراد السبعة في لجنة تحكيم الجائزة غونكور. وعلى هامش الإعلان ، زار أعضاء لجنة غونكور النصب التذكاري المقام للضحايا ال 22 الذين سقطوا خلال الهجوم الدامي الذي اعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عنه. وسيعلن الفائز بجائزة غونكور في الثالث من تشرين الثاني في باريس. يذكر أن هادي قدور ولد في العاصمة التونسية قبل سبعين عاماً، وقد فاز الإثنين بجائزة جان - فروستييه وهو من الأوفر حظاً في موسم الجوائز الأدبية الفرنسية.