أعلنت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر للعام 2015 فوز الكاتبة الفلسطينية عائشة عودة بجائزتها عن أدب السجون، وكذلك فوز كل من مصطفى خليفة من سورية وأحمد المرزوقي من المغرب بالجائزة الثانية التقديرية. وكانت مؤسسة ابن رشد قد رصدت جائزتها لكاتب - أو كاتبة - أنتج أو أنتجت في مجال أدب السجون وحفز بإنتاجه أو إنتاجها المكتوب باللّغة العربية نقاشاً عاماً وواسعاً حول السجون والقمع وانتهاك الحريات، وساهم في الكشف عن أوضاع السجناء السياسيين، وعزز بذلك قيم الحرية والكرامة الإنسانية في العالم العربي. وجاء في بيان للمؤسسة: «عاشت الكاتبة عائشة عودة مرارة الحكم العسكري الإسرائيلي وظلم سجونه، وهي ابنة فلسطين المولودة عام 1944 في قرية دير جرير قضاء رام الله. فقد أودعت السجن في الأول من آذار(مارس) عام 1969، ونسف الاحتلال منزل أسرتها إثر اعتقالها، وكانت ضمن الفوج الأول من النساء المعتقلات في فلسطين بعد حرب 1967. وفي عام 1970 أصدر الاحتلال بحقها حكمين بالسجن المؤبد مضافاً إليهما عشر سنوات بتهمة المشاركة في وضع القنابل في السوبر سول في القدس الغربية والانتماء إلى «منظمة غير مشروعة». ولم تحصل على حريتها إلا عبر عملية تبادل للأسرى (النورس)، فأطلق سراحها في 14/3/1979 وأبعدت الى الأردن. لكنها عادت إلى أرض الوطن بعد توقيع اتفاقات أوسلو عام 1994. حرصت عائشة عودة على كتابة تجربتها ونقلت الكثير عن فظاعة التعذيب الجسدي والنفسي خلال الاستجواب والحبس المتواصل في سجون الاحتلال في كتابيها «أحلام بالحرية» و»ثمناً للشمس». وأضاف البيان: «لمصطفى خليفة حكاية أخرى مع السجون في سورية. فقد ولد في مدينة جرابلس ثم انتقل الى حلب، حيث شارك خلال فترة شبابه في العديد من النشاطات السياسية التي سجن على أثرها مرتين، امتدت في المرة الثانية 15 عاماً؛ تنقل خلالها بين العديد من السجون، أبرزها سجن تدمر وسجن صيدنايا اللذين استمد منهما روايته «القوقعة». وتسرد هذه الرواية يوميّات سجين يغدو داخل السجن عيناً ترى وأذناً تسمع ليشرح تفاصيل الأحداث الدقيقة والمؤلمة لتصبح شاهدة على مدى العنف والظلم في سجون الطغاة. أما أحمد المرزوقي الضابط المغربي السابق المولود عام 1947 في قرية بوعجول شمال مدينة فاس، فقد وجد نفسه في العاشر من تموز(يوليو)1971 مع جميع المنتسبن الى مدرسة أهرمومو متورطاً في محاولة انقلابية عرفت تاريخياً باسم محاولة انقلاب الصخيرات. وبعد فشلها ومقتل عدد كبير من المشاركين فيها قُدّمم المرزوقي مع الناجين من زملائه إلى محكمة عسكرية حكمت عليه بالسجن لخمس سنوات لكنه قضى في السجن عشرين عاماً، منها 18 عاماً في معتقل تزممارت الرهيب حيث مات كثيرون من رفقائه الأسرى نتيجة البرد والمرض وسوء التغذية والرعاية الصحية. ولم يفرج عنه إلا في 15 تشرين الأول (أكتوبر) 1991 بعد إلحاح جمعيات حقوق الإنسان التي لفتت الأنظار إلى الأسرى المنسيين. تجربته هذه نقلها في كتابه «تزممارت.. الزنزانة رقم 10»، وقدمها للأجيال شهادة صريحة ومؤثرة».