وصف عدد من المثقفين البرنامج الثقافي الذي يقام على هامش معرض الرياض للكتاب هذا العام، بالضعيف، مشيرين إلى أنه خلا من الفعاليات المهمة والحيوية. وقال هؤلاء ل«الحياة» إنه كان يفترض على اللجنة الثقافية للمعرض أن تختار أسماء قادرة على إثارة جملة من المواضيع التي تهم المشهد الثقافي لافتين إلى أنه ليس من المهم أن تكون المواضيع ثقافية، ويمكن أن تكون فكرية أو حتى اجتماعية، مشددين على ضرورة الترويج الإعلامي للمعرض وفعالياته. وأكد الدكتور حسن النعمي أن البرنامج «أقل من الطموح، والأسماء غير جاذبة ،لأن الجمهور يحتاج إلى أسماء معينة، وتكون مرضية لتوجهات فكرية متعددة، وإن كان الأمر هنا ليس ذنب الأسماء التي قدمت أو ستقدم، ولا يجب أن ننسى أن كثرة الفعاليات في المنطقة الآن متعددة، وفترة بعد المغرب والعشاء قصيرة جداً والزوار يركزون فيها على عملية الشراء، فلا يكون الوقت فيها مناسباً للاستماع إلى الندوات الفكرية»، مضيفاً «ربما لو كان هناك تنوع في التوقيت ما بين صباحي ومسائي، سيكون الإقبال أفضل، وستبقى هذه مقترحات لدورات المعرض المقبلة». واتفق رئيس نادي القصيم أحمد الطامي مع القائلين بكثرة الفعاليات في الرياض، خلال وقت واحد، «فهناك فعاليات النادي الأدبي، ومعرض الكتاب، والندوة العلمية بجامعة الملك، إضافة إلى الليالي السنغالية، فهذه الفعاليات المتعددة لا شك تربك المثقف، وتجعله غير قادر على المشاركة في أكثر من مكان»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يمثل معاناة مستديمة ومزمنة للمؤسسات الثقافية والأندية الأدبية، ويبدو أن الثقافة أصبحت تميل إلى النخبوية أكثر وهي منتج غير جماهيري، وفي معرض الكتاب، لا شك أن الكثيرين يرغبون في اللحاق بساعات المعرض للشراء والإطلاع على الكتاب، وهذا يغلب على تشوق الزائر للاستماع والحضور»، لافتاً إلى أن الكتاب «يبقى المتن الجوهري والمنتج الوحيد الذي يحرص عليه القارئ، لذا لا يكون هناك أهمية قصوى ومؤثرة لفعاليات أخرى، وفي النهاية تسمى فعاليات مصاحبة فقط». فيما قال الدكتور معجب الزهراني إن هذه الفعاليات «من دون شك تحتاج إلى دعاية إعلامية جيدة، وألوم في هذا الجانب الصحف التي نجدها تتجاهل هذا الجانب، وربما أن وجود أكثر من فعالية في مدينة الرياض حاليا، وجميعها متخصصة في الأدب واللغة، إذ تقام الآن ندوة في كلية اللغة العربية بجامعة الملك سعود وتستضيف أكثر من 30 باحثاً، ومن دون شك أن الكثيرين من المهتمين يتوجهون إليها بصفتهم متخصصين. ولا ننسى أن الطلاب أيضاً هم من شريحة المهتمين بهذه الندوات، فتكون الندوات المتخصصة هي الأقرب إلى توجهاتهم»، مضيفاً أن هذا «لا يعني أن لا نحمل البرنامج الثقافي مسؤولية ابتعاد الجمهور، فهناك أسماء جماهيرية ربما لو استقطبت لوجدت إقبالاً أكثر «وربما لو كانت المواضيع تتناول المرأة والإبداع أو المرأة والفلسفة أو أدب الطفل، لكان هذا التنوع حافزاً للإقبال الجماهيري».