قُتل جندي تركي ثانٍ خلال يومين، في المنطقة ذاتها خلال عملية تمشيط أجراها الجيش التركي في مدينة شمندنلي بمحافظة هكاري الحدودية مع العراق جنوب شرقي الاناضول، إثر انفجار لغم ارضي زرعه «حزب العمال الكردستاني». وشن الجيش مطاردة واسعة على الخط الحدودي مع العراق، من اجل البحث عن عناصر الحزب الذين يستأنفون عادة تفجيراتهم وهجماتهم مع حلول الربيع من كل عام، وذوبان الثلوج على الجبال التي تفصل بين معسكراتهم في شمال العراق والحدود التركية. ويُرجّح أن تكون هذه التفجيرات في اطار انتقام الحزب لعمليات دهم وتفتيش واعتقال شنتها الشرطة في بلجيكا وهولندا الاسبوع الماضي، واستهدفت مكاتب سياسية للحزب هناك، بالتنسيق الامني مع تركيا. جاء ذلك بينما تشهد أنقرة نقاشاً ساخناً حول امكان اصدار عفو عام عن مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، اذ قال كمال كيليش لاراوغلو النائب عن «حزب الشعب الجمهوري» الاتاتوركي أن المعارضة ستوافق على ذلك، اذا كان سينهي العنف في تركيا ويغلق ملف «حزب العمال الكردستاني». وبدا رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان حذراً في التعليق على هذا التصريح، اذ دعا المعارضة الى إعلان رأيها في شكل واضح في هذا الموضوع، وتساءل ما اذا كان رئيس «حزب الشعب الجمهوري» دنيز بايكال موافقاً على تصريحات نائبه. وكان بايكال أعلن سابقاً تأييده إصدار عفو عام عن مسلحي الحزب، لكن بعد إلقائهم السلاح وليس قبل ذلك. لكن بولنت ارينش نائب رئيس الوزراء اكد أن اي عفو قد يصدر لن يشمل زعيم الحزب عبد الله اوجلان القابع في السجن منذ اكثر من عشر سنوات، فيما أعلن دولت باهشلي زعيم «حزب الحركة القومية» المعارض رفضه لموضوع العفو جملة وتفصيلاً، معتبراً إياه «انصياعاً لشروط الإرهابيين».