اشتهر المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بتعليقاته الساخرة والعنصرية خلال خطاباته ولقاءاته مع مؤيديه، محاولاً إضفاء بعض الفكاهة على تصريحاته، حتى أطلق عليه البعض وصف ال«مهرج». ولعلّ أغرب تعليق لترامب قوله إن «الإحتباس الحراري هو اختراع من صنع الصين، ولمصلحتها، بهدف التأثير على الصناعة الأميركية، والحد من تنافسها على السوق»، إضافة إلى تعليقات أخرى عنصرية، مثل إن «المكسيك لا ترسل إلينا أفضل من فيها، بل ترسل أولئك الذين يفتعلون المشكلات ويحملون معهم المخدرات والجريمة. إنهم مغتصبون»، ووصف نفسه ب«أعظم رئيس أعمال على وجه الأرض». وقال عضو «اللجنة الوطنية الجمهورية» عن كاليفورنيا شون ستيل إن هناك 15 إلى 16 مرشحاً محتملاً للرئاسة عن الحزب « الجمهوري»، ومهرِّجاً. في إشارة إلى ترامب. لكن ترامب وعلى رغم تعليقاته المضحكة، إلاً أنه ليس الوحيد الذي يتمتع ب«الفكاهة»، إذ سبقه عدد من الرؤساء ممن اشتهروا بحس الدعابة. ومن هؤلاء الرؤساء: أبراهام لينكون (1861 - 1865): كان لينكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة يتمتع بطبيعة ساخرة، فعندما وجهت إليه انتقادات بأنه يخطب خطباً طويلة تتعب الأميركيين، أجاب: «نعم. يمكنني ضغط معظم الأفكار في أقل الكلمات. أي رجل أنا». رونالد ريغان (1981 - 1989): قال ريغان، الرئيس الأربعين للولايات المتحدة، في العام 1984 أثناء البث الإذاعي: «أنا سعيد لأقول لكم اليوم إنني وقعت التشريعات التي ستنهي روسيا إلى الأبد. نبدأ القصف بعد خمس دقائق». وكان ريغان وقتها يعتقد أن كلماته تحت الهواء، لكنها بثت مباشرة على الإذاعة. ولم يحصل الأميركيين وقتها على تصريح مضحك، إذ تسببت كلماته بوضع المسؤولين السوفيات الجيش في حال تأهب قصوى. وبمجرد أن انتهى خطر الحرب النووية، أدرك الأميركيون أنها كانت مزحة، وقرروا تخليد هذه الذكرى بإقامة «اليوم الوطني للنكتة الرئاسية» في 11 آب (أغسطس). وخلال لقاء صحافي، قال: «أنا لست قلقاً بشأن العجز في الموازنة. هو كبير بما يكفي ليعتني بنفسه». وفي مرة أخرى، سخر ريغان من الإجتماعات الوزارية، قائلاً: «لقد تركت أوامر بأن يوقظوني في أي وقت في حال حدوث طوارئ وطنية، حتى لو كنت في اجتماع لمجلس الوزراء». وعلّق أيضاً: «من المفترض أن تكون السياسة ثاني أقدم مهنة. لكنني أدرك أنها تحمل شبهاً كبيراً من المهنة الأولى». وتهكّم على منافسه في انتخابات الرئاسة جيمي كارتر، إن «الركود هو عندما يفقد جارك وظيفته. الاكتئاب هو عندما تخسر. والانتعاش عندما يخسر جيمي كارتر». فرانكلين روزفلت (1933 - 1945): عندما أصبح فرانكلين روزفلت، الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة في العام 1933، كانت البلاد تعيش أزمة اقتصادية كبيرة. وبعد إرساله تشريعاً إلى الكونغرس لتعديل قانون المال وأعقبه إنتهاء الأزمة، قال: «أعتقد أن هذا سيكون وقتاً جيداً لشرب الجعة». واستخدم روح الدعابة لتشجيع الأميركيين على الضحك في وجه اليأس أيام الأزمة الاقتصادية، إذ روى خلال خطاب إذاعي قصة صياد يعاني من مشكلة في السمع، نصحوه بتخفيف شرب الكحول، لكنه تجاهل النصيحة. وعندما سئل عن سبب عدم توقيف الشرب، أجاب الصياد: «أنا أحب ما كنت (لا يسمع). الشرب أفضل بكثير من سماع روزفلت (فرانكلين روزفلت)». وفي يوم من الأيام غادرت السيدة الأولى إليانور روزفلت البيت الأبيض لزيارة السجون. وعندما سأل روزفلت أين كانت، قيل له: «إنها في السجن سيدي الرئيس»، فرد روزفلت: «لست مندهشا. لكن لماذا؟». كالفين كوليدج (1923 - 1929): كان كالفين كوليدج الملقب ب«الصامت كال»، يتمع بما يوصف بالحس الفكاهي الجاف. فأثناء تبادل حديث شهير بينه وبين مضيفة له في لقاء تلفزيوني جرى الحوار التالي: المضيفة: «يجب أن تتحدث معي. سيد كوليدج راهنت اليوم أن أتمكن من الحصول على أكثر من كلمتين منك». كوليدج: «جربي». المضيفة: «هل لديك أي بيان حول الحملة (حملته للترشح للرئاسة في العام 1923)؟». كوليدج: «لا». المضيفة: «هل تستطيع أن تقول لنا شيئاً عن الوضع العالمي؟». كوليدج: «لا». المضيفة: «أي معلومات حول الاقتصاد؟». كوليدج: «لا». وفي مرة أخرى، ورداً على سؤال لأحد الصحافيين إذا كانت لديه أي هوايات، أجاب كال: «أنا أنام لمدة ساعتين يومياً. وعند الاستيقاظ أسأل النادل. هل ما زالت الدولة (أميركا) موجودة؟» باراك أوباما (2008 - 2016) أوباما، الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة، يتصف أيضاً بالكثير من الفكاهة، إذ قال ذات مرة: «هناك عدد قليل من الأشياء في الحياة صعبة، وأكثرها أهمية هو الحفاظ على الحب. حسناً، الحب وشهادة الميلاد». وخلال العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض في 25 نيسان (أبريل) الماضي، اتّبع أوباما سياسة واحدة، إذ هاجم الكثير من السياسيين بالسخرية. وقال عن المرشحة الديموقراطية المحتملة للرئاسة الأميركية في العام 2016 هيلاري كلينتون: «لدي صديقة كانت منذ بضعة أسابيع فقط، تجني ملايين الدولارات في السنة، والآن تعيش داخل شاحنة صغيرة»، في إشارة إلى حملات هيلاري للاستماع إلى المصوتين قبل إعلانها الترشح إلى الرئاسة. وسخر أوباما أيضاً من تعليقات ديك تشيني نائب الرئيس السابق الذي وصف أوباما ب«الرئيس الأسوأ في حياتي»، قائلاً: «ديك تشيني يعتقد أنني الرئيس الأسوأ في حياته، وهذا أمر ملفت لأنني أعتبره الرئيس الأسوأ في حياتي»، في إشارة إلى أن تشيني كان له نفوذ كبير في البيت الأبيض أثناء حكم الرئيس السابق جورج بوش. وتهكم أوباما أيضاً على نائبه جوزيف بايدن، إذ لفت أوباما الأنظار إلى اتقان بايدن فن تدليك الأكتاف، بعدما دلّك (بايدن) كتفي زوجة وزير الدفاع الأميركي الجديد آشتون كارتر، قائلاً إن «تدليك بايدن! إنه مثل السحر، عليكم أن تجربوه».