تعتبر جائزة ال «أوسكار» واحدة من أهم جوائز السينما العالمية، فلا أحد يعمل في الفن السابع لا يسعى إلى الحصول على لقب «الفائز بالأوسكار» (Oscars Winner). إلا أن واحداً من النجوم يبدو كأنه كلما حاول ابتعد أكثر. والواقع أنه حتى بعد تحقيقه نجاحاً كبيراً في بعض أفلامه، بقي الممثل الأميركي ليوناردو ديكابريو بعيداً من ال «أوسكار». ويتردد سؤال في ذهن كل من يشاهد أفلامه: لماذا لم يحصل على «أوسكار» حتى الآن؟ ويُرجع بعضهم السبب إلى «سوء الحظ»، إذ يصادف دخول أفلام قوية إلى سباق الترشيحات الى جانب أفلامه، مثلما حدث عام 2005 عند ترشحه لجائزة أحسن ممثل عن دوره «الطيار» (ذي أفياتور)، وحصل عليها فيلم جيمي فوكس «راي»، وترشح مرة أخرى عام 2007 للجائزة ذاتها عن فيلمه «الألماس الدموي» (بلود دايموند)، إلا أن الجائزة ذهبت إلى فيلم فوريت وايتيكر «آخر ملوك اسكتلندا» (ذي لاست كينغ أوف اسكتلاند)؛ وتكرر الأمر مرة أخرى عام 2014 عند ترشحه عن فيلم «ذئب وول ستريت» (ذي وولف أوف وول ستريت)، وذهبت الجائزة إلى ماثيو ماكونهي عن دوره في فيلم «نادي دالاس للمشترين» (دالاس بايرز كلوب). ويرى آخرون أن مشوار ديكابريو يخلو من أي «دراما» فهو «متسق جداً»، أي بلا كبوات أو أفلام فشلت أو حتى اختفاء وعودة إلى السينما، بل انتقل عموماً من نجاح إلى آخر. غير أن فريقاً ثالثاً يرجع فشله في الحصول على ال «أوسكار»، إلى تجاهله أدواراً تقتضي مجهوداً استثنائياً إلى حد ما، كتلك التي تعتمد على خسارة الوزن مثل دور ماكونهي في «نادي دبي للمشترين» (دالاس بايرز كلوب)، أو التظاهر بالعمى مثل دور جيمي فوكس في فيلم «راي». ويتداول هؤلاء تعليقاً ساخراً ورد في فيلم «مدار الرعد» (تروبيك ثاندر) على لسان شخصية الفيلم كيرك لازاروس (الممثل روبرت داوني جونيور) قال فيه: «هل يجب على ليو أن يلعب دور مشلول كي يفوز بالجائزة؟!». وربما يعود سبب عدم حصول ديكابريو على الجائزة الأهم في السينما، إلى اختياره كثرة من الممثلين المساعدين الكبار، فعندما يرى المشاهد اسم ديكابريو على فيلم ما يعلم أنه جيد، وهو ما يعلمه الممثلون المساعدون أيضاً، ما يجعلهم يشعرون بالأمان أكثر، والتجربة من دون خوف، وهو ما قد يغطي على أداء ديكابريو نفسه. ويُشار في هذا السياق الى أفلام مثل «جانغو طليقاً» (جانغو انتشايند) الذي أدى بطولته، فيما ذهبت الجائزة إلى الممثل المساعد كريستوف والتز، و «عصابات نيويورك» (غانغس أوف نيويورك) الذي نال الجائزة عنه دانيال دي لويس، و «المغادر» (ذي ديبارتد) الذي ذهبت جائزته إلى مارك وولبرغ، وأخيراً وليس آخراً «تايتانك» الذي نالت جائزة عنه كيت وينسلت. ويبقى السؤال، أي من هذه الأسباب يقف بين ليو وال «أوسكار»؟.