ارتفعت حدة السجال في الجامعة الأميركية في بيروت، على خلفية مشاركة أحد أساتذتها ساري حنفي (فلسطيني) الكتابة مع مؤلفين اسرائيليين هما أدي أوفير وميخال جيفوني في كتاب «سلطة الإقصاء الشامل: تشريح الحكم الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة» الذي صدر حديثاً. وتصاعد السجال وانعكس توتراً في الجامعة، حيث عقدت جلسة مغلقة بين حنفي وأساتذة وطلاب في الجامعة اعتبروا أن ما قام به هو تطبيع مع اسرائيل. غير أن حنفي وان كان نفى أن يكون كتابه يخدم هذا الهدف، أعرب في بيان تلاه خلال الجلسة عن اعتذاره «لأصدقائي وزملائي هنا في لبنان وفي الجامعة الأميركية في بيروت عن أية إساءة أو إزعاج قد أكون تسببت بهما»، مؤكداً أنه سيستمر في «الالتزام بما هو متفق عليه في مسألة فهم مقاطعة إسرائيل والتطبيع معها». لكنه أعلن في الوقت نفسه أن «هذا الكتاب يقدم تحليلاً مفصلاً لهيكلية وآليات نظام الاحتلال والطرق التي تلجأ اليها إسرائيل لنشر تقنيات القوة ومنظومات التحكم للاستمرار في إحكام قبضتها على المناطق الفلسطينية المحتلة»، وقال: «شاركت في تحرير هذا الكتاب الأكاديمي والملتزم مع مواطنَيْن إسرائيليَيْن مناهضين للصهيونية، وهما أدي أوفير وميخال جيفوني. الكتاب ضد البراديغم السائد يركز على لا شرعية نظام الاحتلال. ويتضح ذلك من بدايته»، ومشيراً الى أن «الكتاب يحمل هدفاً شديد الالتزام - هدف المقاومة». ولفت الى انه «منذ نشر الكتاب، انطلقت ضده حملة لتوجيه تهم قامت بها منظمات مؤيدة لإسرائيل. وقد ظهر الكتاب على موقع ل «مراقبة» الأوساط الأكاديمية في إسرائيل. وصنفته هذه المنظمة التي دانته باعتباره مطبوعة تهدف «لنزع الشرعية عن إسرائيل»، نافياً أن يكون «الكتاب والمشروع البحثي ممولين من قبل مؤسسة إسرائيلية». ورأى حنفي أن «الفلسطينيين إذا رفضوا حضور مناقشات مشتركة، فإنهم بذلك يسكتون أصواتهم لا أصوات الطرف الآخر»، معلناً أنه لن يتوقف عن «العمل داخل المناطق الرمادية، ولكن أعود فأكرر أنني سأعنى في المستقبل بأن آخذ في الاعتبار الأسلوب الذي يفهم به بعض الأطراف في الجامعة الأميركية في بيروت مسألة المقاطعة، بما في ذلك الالتزام بالقانون اللبناني. في النهاية، نحن جميعاً نشترك في هدف واحد، هو دعم حركة المقاطعة ومنع التطبيع مع اسرائيل والنضال ضد النظام الاستعماري الإسرائيلي».