يتوجه الأوكرانيون المنهكون من الحرب والأزمة الاقتصادية اليوم (الأحد) إلى صناديق الاقتراع، لاختيار مجالسهم البلدية في انتخابات تشكل اختباراً للرئيس الموالي للغرب بترو بوروشنكو، وتهدد بتعزيز قوة المعارضة الموالية لروسيا في الكثير من المناطق الحساسة. ولن تجرى الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الشرق الانفصالي، وأسفر النزاع بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لموسكو عن أكثر من ثمانية آلاف قتيل في 18 شهراً. وأعلنت كييف أنها «قررت عدم إجراء الانتخابات في 122 بلدية تخضع لسيطرتها، لدواع أمنية» في مؤشر إلى هشاشة الهدنة الراهنة. وتوقفت المعارك في شكل شبه كامل منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، لكن عملية السلام التي يرعاها الأوروبيون لا تزال في بداياتها. ومن المحتمل أن يكون أنصار الرئيس السابق الموالي لروسيا فكتور يانوكوفيتش الرابح الأكبر في هذه الانتخابات، إذ إن هؤلاء يمكن أن يحققوا اختراقاً في المناطق الناطقة بالروسية، إضافة إلى مدينتي خاركيف ودنيبروبتروفسك الصناعيتين الواقعتين على الحدود مع الشرق الانفصالي، وأوديسا المطلة على البحر الأسود. وسيشارك أكثر من 1500 مراقب دولي بالإشراف على سير الاقتراع في سابقة تؤكد الطابع الاستثنائي لهذه الانتخابات. وقال بوروشنكو لدى لقائه رؤساء مختلف بعثات المراقبين أول من أمس، أنه «يأمل من الشعب عدم تقديم الدعم لأولئك الساعين إلى زعزعة الاستقرار في البلاد». وذكر السفير الأميركي في كييف جيفري بيات في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «العالم بأسره يراقب أوكرانيا»، مؤكداً أن «نسبة المشاركة المرتفعة والانتخابات النزيهة سيكونان الرد الأمثل على أعداء أوكرانيا». ويتهم البعض الرئيس الموالي للغرب بعدم التزامه بوعده بوقف الحرب بعد ثلاثة أشهر على انتخابه في أيار (مايو) 2014، بينما اتهمه آخرون بالموافقة على تنازلات مهينة قدمها للانفصاليين المدعومين من الكرملين. وأظهر استطلاع للرأي أجري أخيراً، أن «71 في المئة من الأوكرانيين غير راضين عن سياسة رئيسهم الذي فاز من الدورة الأولى بغالبية 55 في المئة من الأصوات قبل أقل من عامين». وأوضح استطلاع الرأي أن «أقل من اثنين في المئة من الأوكرانيين يؤيدون الجبهة الشعبية التي يقودها رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك، والتي تعتبر الشريك الأساسي في الائتلاف الحكومي، علماً أنها لا تشارك في انتخابات اليوم». وقدمت الأحزاب المشاركة، والتي يبلغ عددها 132، وعوداً بتغييرات متعلقة بصلاحيات الحكومة والبرلمان، مثل زيادة رواتب التقاعد وخفض فواتير الغاز والكهرباء والانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي» (الناتو). وتستغل المعارضة الموالية لروسيا، وحزب «الوطن» (باتكيفشتشينا) الذي تقوده رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، خيبة أمل الأوكرانيين الذين تضربهم الأزمة الاقتصادية بقوة ويواجهون ارتفاع الفواتير التي فرضها المانحون الغربيون.