كنت أتابع أخبار انتشار انفلونزا الخنازير على قناة فضائية، استضافت المذيعة مندوب منظمة الصحة العالمية في مصر، وجدتها فرصة لمعرفة ما يهمني عن الوباء، كنت أنتظر «الزبدة» بدلاً من البحث، اجتهدت المذيعة لمعرفة سبب سرعة انتشار المرض بين دول متباعدة، لكن المندوب لم يكن حاضراً بالمعلومات، فحار ودار من دون فائدة. أنهت المذيعة الاتصال مشكورة. سرعة انتشار هذه الانفلونزا - التي يكفي منشؤها قذارة - أمر خطير، لذا ذهبت إلى موقع المنظمة العالمية واقتبست هذه الأسطر للفائدة: «كيف يُصاب المرء بهذا المرض؟... يكتسب البشر هذه العدوى، عادة، من الخنازير، غير أنّه لم يتبيّن، في بعض الحالات البشرية، وجود تعامل مع الخنازير أو بيئات تعيش فيها تلك الحيوانات. وسُجّل، في بعض الحالات، سريان العدوى بين البشر ولكنّها ظلّت محصورة بين أشخاص خالطوا المصابين عن كثب وبين مجموعات محدودة». ويضيف الموقع: «من الأرجح أن لا يكون لدى معظم الناس، ولا سيما أولئك الذين لا يتعاملون مع الخنازير بانتظام، أيّة مناعة ضد فيروسات انفلونزا الخنازير يمكنها وقايتهم من العدوى. وإذا تمكّن فيروس انفلونزا الخنازير من السريان بين البشر بفعالية، فسيصبح قادراً على إحداث جائحة. ومن الصعب التنبؤ بالآثار التي قد تخلّفها جائحة من هذا القبيل». أعود ل «مناديب» ووفود منظمة الصحة العالمية. مؤخراً قام وفد من المنظمة بزيارة مدينة جدة للاطلاع على الإجراءات المتخذة من أمانة جدة بالمشاركة مع الصحة السعودية لمكافحة حمى الضنك، والملاحظ أن مثل هذه الوفود لا تعلن للرأي العام نتائج زياراتها بشكل مفصل، ولا نعلم، هل تقدم تقاريرها المفصلة لإمارات المناطق، هذا إذا افترضنا شفافية فيها، أما إذا كانت تقوم بتقديمها للجهات المعنية - مباشرة - بالمكافحة فلن تحقق التقويم المطلوب. حسناً... لماذا قلت: «إذا افترضنا شفافية في التقارير»؟ فهل ألقي الكلام جزافاً! لا والله المستعان، لكن بعض «المناديب» لمنظمات دولية مثل الصحة العالمية يمكن أن يطلقوا تصريحات للإرضاء أو المجاملة أو شيء حول ذلك... والمتضرر هم المحتاجون إلى الخدمات الصحية. ذكرني صديقي العزيز بدليل على ذلك، في عام 2006 نشرت صحيفة «الحياة» مقابلة مع ممثل «منظمة الصحة العالمية» في السعودية، الدكتور «عوض ابوزيد مختار وصف فيها الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة في السعودية بأنها «ممتازة جداً»، ونحن نعلم منذ زمن أحوال تراجعها فكيف توصف ب «ممتازة» و... «جداً»، كما قدم «المندوب» جائزة جودة لتلك الخدمة بقوله: «إن المعايير الدولية تؤكد عدم وجود قصور في عمل وزارة الصحة السعودية». اكتفي بهذه «الصدقية والشفافية» من كلام مندوب لمنظمة الصحة العالمية، ونحن الأعلم بوضع «خدماتنا» الصحية منذ ما قبل 2006 وإلى الآن... وحتى نعلم أي «مناديب» وربما «وفود»! تقيم أوضاعنا؟ www.asuwayed.com