في ألبومه الموسيقي الجديد «أيقظيني»، يمزج الفنان الأردني يعقوب أبو غوش بمرافقة المطربة ليلى صباغ، ما بين المقامات الشرقية والأنغام المعاصرة، مقدماً قالباً موسيقياً مختلفاً، لكن الأذن تألفه وتستمتع به. ويضع كلمات الشاعر الفلسطيني عامر بدران وأمير الشعراء أحمد شوقي في حالة غنائية معاصرة تروق لكثير من الشباب العربي المنساق وراء الأغاني الصاخبة بعيداً من جمالية الغناء الأصيل. وتشهد مؤلفات أبو غوش حالة من التناقض والصراع الدائم، ففي أغنية «قبيل المنام» تبدو الموسيقى منفعلة الى حد الجنون على مقام النهاوند العربي، لكن سرعان ما أن ينقلب اللحن الصاخب إلى هدوء يعمّ المكان، وتلائم هذه الموسيقى كلمات الأغنية التي تتحدث عن صمت الشعوب العربية، أمام كل ما يحدث في المنطقة. وعلى مقام «نوى الأثر» عبّر أبو غوش عن شموخ الحزن وعزة النفس، وعبُرت كلمات الأغنية عن مأساة تردي الوضع الثقافي وتبعات الحروب الأهلية في المنطقة العربية التي تبعد العرب عن هويتهم وثقافتهم الأصيلة من دون وعي منهم، داعياً إلى الحفاظ على ما تبقى من صفات العروبة. وثمة قصة حب سردت تفاصيلها أيضاً في أغنية «نسمة» التي أخذت ملامح المدرسة اللبنانية في الموسيقى، وأغنية «ياعاشقاً» الحاضنة لأكثر من مقام عربي في الوقت ذاته، لا سيما الكرد والبياتي والرست والصبا. «أيقظيني» ألبوم يحتوي على تسع أغنيات، استعرض فيها أبوغوش مهاراته الموسيقية والكتابية، بعد سنتين من الجهد والمحاولات المتكرره لدوزنة المقامات العربية الممزوجة بالغربية من دون خدش القالب الموسيقي الشرقي. قدّم أبو غوش ألبومه الأول «زي الناس» عام 2004، وذاع صيته بفضل اغنتين لاقتا صدى واسعاً بين الشباب، وبعد ذلك بسبع سنوات أطلق «زاد»، وهو ألبوم يحاكي التشابه بين الأنغام العربية والغربية. وفي عمل ضخم شارك فيه أكثر من 24 عازفاً من مختلف البلدان العربية، أصدر أبو غوش ألبوماً بعنوان «كزرقة أنهار عمان» جمع فيه بين موسيقى الجاز القديمة والحديثة. وتكللت مسيرته بالنجاح وشهدت تطوراً ملحوظاً خصوصاً بعد أن التحق بفرقة «رم» للموسيقي طارق الناصر، ورسمت هذه التجربة طريقه للوصول إلى مبتغاه. ويسعى أبوغوش إلى إحياء الموسيقى وتجديدها، إضافة إلى رفع المستوى الحالي للذوق العام خصوصاً في ظل احتكار شركات الإنتاج الكبيرة لنوعية الأغاني المطروحة مما أدى إلى انحدار في الذوق العام نتيجة النظرة التجارية المسلطة نحو المنتج الفني. وحاز الجائزة الأولى في مسابقة المورد الثقافي لتأليف الموسيقى، كما مثّل الأردن عام 2008 في مسابقة فنية بريطانية كموسيقي عربي أردني، ناهيك بمشاركته في حفلات في أوروبا وبلدان عربية.