حذر شيوخ عشائر في الأنبار من «الانتقائية» في حملات تطوع أبنائهم في صفوف القوات المقاتلة ضد «داعش»، وأعربوا عن استيائهم من حملات تشويه (صورة) عدد من الزعماء واتهامهم بمحاباة «داعش»، فيما أعلن وزير الدفاع خالد العبيدي إعادة النظر في خطة تحرير الرمادي. وقرر رئيس الوزراء حيدر العبادي تعيين الفريق رشيد فليح قائداً ل «الحشد الشعبي» الخاص بالأنبار، وهو قائد سابق في غرفة العمليات في المحافظة، كما قرر تطويع ألف عنصر من 6 عشائر فقط. وقال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة»، إن «عمليات التطوع في صفوف العشائر تجري بانتقائية وتقتصر على عشائر محددة مقربة من الحكومة والأحزاب في مجلس المحافظة، بينما تهمل عشائر أخرى». وأضاف أن «حملة تشويه واسعة بدأت تتصاعد وسط العشائر واستخدام تهمة الانتماء إلى داعش لتنفيذ تصفيات ثأرية بين القبائل»، وأشار إلى أن «مرحلة ما بعد تحرير الأنبار ستكون صعبة في ظل الانقسام الواضح». ولفت إلى وجود «تحالف قبلي غير معلن بين عدد من العشائر يسعى لاستغلال قربها من الحكومة الاتحادية والقوات الأمنية لتنفيذ عمليات انتقام عشائر يتم تصنيفها على أنها متحالفة مع داعش». وزاد أن «عدداً من العشائر أوصلت رسائل الى الحكومة الاتحادية تطالبها بالتدخل لوضع حد لمشكلة خطيرة قد تتفاقم مستقبلاً»، وأشار إلى أن «قرار الحكومة تطويع المئات من عشائر محددة بالاسم جاء لتنويع المقاتلين وإشراك أكبر عدد من القبائل». وكان العبادي أعلن، أول من أمس اختيار قائد عمليات سابق في الأنبار، هو الفريق رشيد فليح، مسؤولاً عن قوات «الحشد الشعبي» الذي يضم أبناء المحافظة حصراً، وتعيين سبع شخصيات عشائرية مساعدين له. وقرر العبادي أيضاً الموافقة على تطويع ألف عنصر في صفوف القوات الأمنية من عشائر «البوذياب» و «البوعلي جاسم» و»البوعساف» و»البوبالي» و»البوعبيد» و»البوفراج». واللافت أن هذه العشائر تسكن في مناطق يسيطر عليها «داعش» حالياً، أو مناطق تم تحريرها أخيراً. الى ذلك، أعلن العبيدي إعادة النظر في خطة تحرير الرمادي، وجدد عدم طلب العراق مساعدة روسيا الجوية في الحرب على «داعش»، ونفى إجراء تعديل على دبابات «أبرامز» الأميركية. وقال العبيدي خلال مؤتمر صحافي في كربلاء أمس، إن «قوات الأمن قررت إعادة النظر في خطة معركة الرمادي ويتم الآن فرض طوق محكم عليها والتقدم بحذر حرصاً على المدنيين والبنى التحتية تمهيداً للمباشرة في معركة تحرير ستكون نموذجية». وأضاف أن «طيران الجيش العراقي أدى دوره بفاعلية كبيرة في العمليات التي خاضها ضد داعش الإرهابي، سواء في مهام الاستطلاع أو دك أوكاره»، مستطرداً أن «طائرات أف 16 العراقية تشارك في العمليات وقامت بضربات نوعية لمواقع الإرهابيين وكبدتهم خسائر فادحة». وعن تحرير الموصل، قال العبيدي إن «خطتها موضوعة، وقد حددنا حجم القطعات التي تحتاجها»، مستدركاً: «لكننا نعمل على تأمين بعض المتطلبات». ولفت إلى أن العراق «لم يطلب من روسيا بعد أي تدخل عسكري أو ضربات جوية»، ولكنه أكد أن «موسكو جزء من خلية التنسيق الاستخباري فضلاً عن سورية وإيران وهذا لا يتعارض مع استراتيجيتنا في مكافحة الإرهاب». وزاد أن «التحالف الدولي يعمل وفق ما نطلب من إسناد لكن يحدث هناك اختلاف في استخدام القوة لا سيما من الطيران الأميركي الذي يرفض طلبنا أحياناً كونه يتقاطع مع قواعد الاشتباك التي يلتزم بها».