لم يتردد الصحافي الأميركي آلان فريدمان في اقتناص الفرصة التي عرضت عليه للكتابة عن حياة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني الحافلة بالإخفاقات والنجاحات والانتقادات من المعارضة ومن الرأي العام الإيطالي. وألف فريدمان كتاب السيرة الذاتية الذي حمل عنوان "طريقي: بيرلوسكوني بكلماته الخاصة"، ويحوي تفاصيل رواها رئيس الوزراء الإيطالي السابق عن علاقته بعدد من رؤساء البلاد السابقين، وأهمهم الأميركي جورج بوش الابن والليبي الراحل معمر القذافي، إلى جانب زعماء حاليين، مثل الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل. ويزعم بيرلوسكوني في الكتاب أنه حاول ثني بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عن الإقدام على غزو العراق الذي يحتاج، وفق رأيه، إلى شخص كصدام حسين ليحكمه. ويقول إنه تشاور مع القذافي حول إمكان نفي صدام إلى ليبيا في 2003، لكن بوش كان مصمماً على "الانتقام من صدام لمحاولته قتل والده (جورج بوش الأب)". وينفي بيرلوسكوني الذي يلقبه الإيطاليون ب"الفارس"، شتم مركل خلال مكالمة هاتفية، كما أشيع عنه في الصحف الإيطالية، لكنه يتهم المستشارة الألمانية بأنها سعت إلى إسقاطه عام 2011 بعد انتشار هذه "الحادثة المغلوطة". وقالت الصحافية الإيطالية باربي ناديو، في مقال لها نشره موقع "دايلي بيست" الأميركي، إن الكتاب يأتي ضمن محاولات البليونير الإيطالي لترك "إرث تاريخي" أفضل من ذلك الموجود في صفحات كثيرة من الكتب المتوافرة في مختلف المكتبات. وذكرت ناديو أن هذه السيرة الذاتية لا تحوي مقداراً كبيراً من الاكتشافات التي تساعد على فهم شخصية بيرلوسكوني في صورة أفضل، على رغم أنها تقدم لمحات مثيرة للاهتمام عن حياته. وأشارت إلى عدم وجود تفاصيل كثيرة عن الحفلات السيئة الصيت أو الجرائم المتعددة التي اتهم بها بيرلوسكوني، مثل غسيل الأموال والتهرب من الضرائب، ولا حتى عن علاقاته المثيرة للجدل مع أعداد كبيرة من النساء أو تصريحاته العنصرية تجاه الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما. وكانت سلسلة من الفضائح والمحاكمات حول تهم فساد مالي وأخلاقي تسببت باستقالة رئيس الوزراء الإيطالي من منصبه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. وأصدرت محكمة إيطالية عام 2013 حكماً بالسجن سبع سنوات عليه، ومنعته من تولي أي منصب رسمي مدى الحياة بعد اتهامه بممارسة الدعارة مع قاصر وإساءة استغلال السلطة، كما أنه خضع للتحقيق أمام نيابة نابولي بتهمة رشوة سيناتور عام 2006 لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإيطالي السابق رومانو برودي. وأيّدت محكمة استئناف إيطالية عام 2013 حكماَ يقضي بحبسه أربع سنوات في قضية حقوق البث التلفزيوني المتهم بها في شأن التهرب الضريبي، وحرمانه من تولي أي منصب عام لمدة سنتين. ووافقت المحكمة في ميلانو على طلب بيرلوسكوني تمضية أربع ساعات أسبوعياً في أداء الخدمة العامة لمدة سنة في دار لرعاية المسنين المصابين بمرض خرف الشيخوخة، بدلاً من السجن، مراعاة لكبر سنه، وهي الخدمة التي بدأ تأديتها في أيار (مايو) 2014.