اشتدت أمس المعارك التي تخوضها وحدات الجيش الموالي للحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف و «المقاومة الشعبية» ضد مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظات تعز والجوفومأرب وإب في ظل تقدم للمقاومة وأنباء عن مقتل وجرح عشرات من مسلحي الجماعة جراء المواجهات وغارات طيران التحالف. وكشفت مصادر المقاومة في محافظة الجوف، عن أن قوات الجيش والتحالف ومسلحي القبائل الموالين للحكومة معززين بدبابات وعربات هجومية مدرعة وكاسحات ألغام وراجمات صواريخ، وصلوا أمس إلى منطقة «وسط» حيث قبائل المرازيق في مديرية «خب والشعف» وخاضوا مواجهات مع الحوثيين قرب معسكر «الخنجر» تحت غطاء من طيران التحالف. وأضافت المصادر أن قوات الشرعية باتت تفرض حصاراً على مدينة الحزم (مركز محافظة الجوف)، في حين أكد شهود أن تعزيزات للحوثيين وصلت إلى منطقتي المحجزة والحريشا قرب مفرق الجوف شمال مأرب. وقال متحدث باسم المقاومة ل «الحياة»، إن مواجهات عنيفة شهدتها المنطقة بين قبائل المرازيق وقبائل آل صيدة كبرى قبائل الجوف، بدعم من رجال المقاومة من جهة، وبين الحوثيين وقوات موالية لصالح في وسط مديرية خب والشعف شمال المحافظة. وأضاف أن القبائل انتفضت على الميليشيات بعد محاولتها فرض السيطرة والتمدد في أراض تقطنها القبائل، ما جعلها تعمل على تطهير مناطقها من المتمردين، وأشار إلى أن رجال القبائل كبدوا الحوثيين خسائر كبيرة وأجبروهم على التراجع. وفي تعز، أشار مصدر طبي إلى ارتفاع ضحايا القصف الصاروخي الذي شنه الحوثيون والقوات الموالية لصالح صباح أمس على أحياء سكنية في حي الروضة إلى 23 قتيلاً و92 جريحاً. وقال شهود إن الحوثيين قصفوا حي الروضة بعد قصفهم أحياء بصواريخ الكاتيوشا في مجزرة وصفت بالأبشع طوال فترة سيطرتهم على تعز. وذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس عبدربه منصور هادي أجرى اتصالين مساء أول من أمس، بقائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود المخلافي وقائد اللواء 35 مدرع في تعز اللواء عدنان الحمادي، نقل خلالهما تعازيه ومواساته إلى أسر الشهداء، وحث قوات الجيش والمقاومة في تعز على الصمود في وجه قوى الإجرام، وجدد تأكيده دعم جبهات المقاومة في محافظة تعز وبقية المحافظات حتى تحريرها من الميليشيات الانقلابية. وأكدت المصادر أن قوات المقاومة والجيش أحرزت تقدماً في جبهة شارع الأربعين (شمال شرق تعز) وسيطرت على «حي الكمب الروسي» وتبة المحضار وتبة الصبري والجهيم بإسناد من طيران التحالف الذي شن سلسلة غارات على مواقع الحوثيين. وأفادت المصادر بأن 30 حوثياً على الأقل قتلوا أثناء المواجهات والقصف الجوي للتحالف إلى جانب تدمير منصات صواريخ لهم وآليات ثقيلة في منطقتي الحوبان والجند شمال المدينة. وفي محافظة مأرب (شرق صنعاء) أفاد شهود ومصادر قبلية بأن عناصر الجيش الوطني والمقاومة اقتربوا أمس من مركز مديرية صرواح غرب مأرب، وهي آخر معقل للحوثيين باتجاه محافظة صنعاء. واستهدف طيران التحالف أمس لأول مرة معسكر القصير في منطقة قيفة قرب مدينة رداع غرب محافظة البيضاء، ومعسكر اللواء 139 في مدينة رداع، فيما قالت مصادر المقاومة في مديرية قعطبة إنها صدت هجوماً للحوثيين بين إب والضالع في مديرية العود وقتلت منهم 15 مسلحاً وأجبرتهم على التراجع إلى مديرية «الشعر». وطاولت الغارات تجمعات الحوثيين في مديريتي حرض وميدي التابعتين لمحافظة حجة (جنوب غرب) وامتدت إلى مواقع متفرقة في صعدة المجاورة حيث المعقل الرئيسي للجماعة، وأفادت مصادر المقاومة بأن قائد ميليشيا الحوثيين في مديرية ميدي ويدعى «أبو حمزة»، قتل أمس مع ستة من حراسه في غارة للتحالف. وعلى الحدود السعودية - اليمنية، قصفت المدفعية السعودية مواقع يتحصن فيها المسلحون الحوثيون في مناطق في مديرية منبه التابعة لمحافظة صعدة ودمرتها. كما قصف طيران التحالف مواقع في مديرية منبه على حدود محافظة الدائر، ودمر آليات ومدرعات متحركة وأخرى ثابتة. وتأتي تحركات الحوثيين في اتجاه منبه في محاولة لاختراق الحدود السعودية، بعد أن أفشلت القوات السعودية محاولاتهم في منطقتي الخوبة والطوال.