أجبرت الوحدات العسكرية الموالية للحكومة الشرعية اليمنية، معزّزة بقوات ضخمة من التحالف العربي، المسلحين الحوثيين أمس على التقهقر في جبهات القتال المحيطة بمدينة مأرب، وكبّدتهم خسائر ضخمة في الأرواح والعتاد، بعد ساعات على بدء عمليات برية في ظل غطاء جوي من طيران التحالف. وجاء هذا التطور الميداني إثر قرار مفاجئ اتخذته الحكومة الشرعية، مشترطة لقبول مفاوضات مباشرة مع الحوثيين وحلفائهم، إذعانهم لقرار مجلس الأمن الرقم 2216 الذي يقضي بانسحابهم من المدن، بما فيها صنعاء. وأفادت مصادر الحكومة اليمنية ليل السبت بأن اجتماعاً برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح وفي حضور مستشاريه «أقر عدم المشاركة في أي مفاوضات مع ميليشيا الحوثي وعلي صالح الانقلابية قبل الاعتراف بالقرار الدولي 2216، كما أقر (الاجتماع) رفض تحديد مكان أي لقاء مع المتمردين الحوثيين وزمانه إلى أن يعلنوا اعترافهم بقبول القرار والبدء بتنفيذه». وعلى صعيد العمليات العسكرية على جبهات القتال في اليمن، أفادت مصادر «المقاومة الشعبية» في مأرب عن مواجهات عنيفة بين الجيش الشرعي وقوات التحالف من جهة والمسلحين الحوثيين من جهة أخرى، وذلك في مناطق الجفينة وذات الراء والأشراف والدشوش. وأسفرت المواجهات عن قطع الإمداد للحوثيين، والسيطرة على مواقع على الطريق الرئيس بين مأربوصنعاء. وذكرت المصادر أن القوات المشتركة ومعها «المقاومة الشعبية» التي تضم رجال قبائل، سيطرت على موقع «تبة ماهر» في منطقة ذات الراء، وتقترب من السيطرة على مناطق الطلعة الحمراء «وتبة المصارية» الإستراتيجية، مدعومة بعشرات الدبابات والمدرعات وكاسحات الألغام وبقطع مدفعية ثقيلة. كما أكدت مقتل عشرات من الحوثيين وجرح آخرين، وتدمير تعزيزات لهم في منطقة الزور. وهدف العملية التي بدأها أمس الجيش الموالي للشرعية اليمنية وقوات التحالف، هو وفق تصريحات لمسؤولين عسكريين موالين لهادي، طرد الحوثيين من مناطق مأرب ودحرهم من محافظة الجوف المجاورة، قبل الزحف نحو صنعاء. في غضون ذلك، أعلنت مصادر المقاومة في محافظة إب (170 كيلومتراً جنوبصنعاء) أنها قتلت 20 حوثياً وجرحت آخرين في مواجهات عنيفة في مديرية «حزم العدين» غرب المحافظة. وفي محافظة تعز (جنوب غرب) أكدت المصادر احتدام المعارك مع الحوثيين في «أحياء البعرارة والزنقل والدحي والجحملية»، في ظل تقدُّم للمقاومة وانكسار للزحف الحوثي الذي سانده قصف مدفعي وصاروخي. وفي حين تحدثت المصادر عن اشتباكات بين مسلحي المقاومة والحوثيين في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء، ذكر شهود أن طيران التحالف استهدف «آليات ومخازن ذخائر في منطقة جبل الظروة بالتزامن مع الاشتباكات في منطقة آل حميقان». وكان طيران التحالف الذي تقوده السعودية دعماً لشرعية الحكومة اليمنية ضد الانقلابيين الحوثيين، واصل أمس غاراته على مواقع جماعتهم والمعسكرات التي تسيطر عليها في صنعاء ومحيطها وفي محافظات أخرى، إلى جانب استهدافه منازل قادة موالين للجماعة وللرئيس السابق علي صالح. وطاول القصف في صنعاء معسكر الصواريخ في فج عطان وقاعدة الديلمي الجوية وموقعاً للدفاع الجوي في منطقة جدر شمال غربي العاصمة، كما استهدف مواقع في مديريتي مناخة وبلاد الروس في الضواحي الغربية والجنوبيةلصنعاء. في الوقت ذاته، أغارت مقاتلات التحالف على معسكر اللواء العاشر في الحرس الجمهوري في مديرية باجل التابعة لمحافظة الحديدة (غرب). وأوضحت مصادر يمنية ل «الحياة» أن مقاتلات التحالف قصفت قاعدة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع وأغارت على تجمُّعات للانقلابيين في كلية الطيران. واستمر تحليق طيران التحالف طوال نهار أمس، وتكرّر قصف معسكر النهدين المطل على دار الرئاسة والمقر السابق للفرقة الأولى المدرعة، ومخازن للّواء الرابع في محيط مبنى التلفزيون، وكلية الطيران، ومعسكر في منطقة سواد حنش. وقصفت ميليشيا الحوثيين بصواريخ «كاتيوشا» أحياء في تعز (وسط اليمن). وأكد الناطق باسم المقاومة ل «الحياة» أن القصف أوقع عدداً من القتلى والجرحى المدنيين، كما فجرت الجماعة كثيراً من المنازل، ومنها منزل مهيوب سعيد قاسم شقيق الشيخ حمود سعيد قائد المقاومة في جبل الوعش. وتصدت المقاومة لهجوم من ثلاثة اتجاهات من منطقة حسنات، وتبة عبدالله القاضي، ومدرسة عقبة، تزامن مع قصف بالدبابات على حي ثعبات (جنوب شرقي تعز). إلى ذلك، تمكنت القوات السعودية أمس من إحباط عملية تسلُّل لمسلحين حوثيين أثناء هبوب عاصفة عاتية، إذ تمكّنت قوات حرس الحدود والقوات البرية السعودية من رصد تحرُّكاتهم قرب الحدود باتجاه الخوبة والطوال وظهران الجنوب. واشتبكت القوات السعودية مع المتسللين ونجحت في القضاء على 40 مسلحاً، وأسر سبعة. وساهمت طائرات «أباتشي» في القضاء على مسلحين زرعوا ألغاماً قرب الحدود.