حجم الدمار هائل جداً في سورية. لاجئون ونازحون، وقتلى في كل مكان، إلا أنه على رغم الحرب تقام حفلات زفاف، وأخرى موسيقية في أماكن داخل البلاد، تبدو في الغالب بمنأى عن الحرب. أمور عدة رصدتها عدسة المصور الفوتوغرافي أشرف زينه الموجود حالياً في اللاذقية، المدينة الساحلية في شمال غربي سورية. وتحدث زينه إلى «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن القصص خلف عدد من الصور اللافتة التي نشرها على حسابه الخاص في «آنستغرام»، حيث يتابعه أكثر من ألفي شخص. وذكر أن عمله في الاساس هو تصوير المواقع المعمارية في أرجاء البلاد، «لكنه انتهى بسبب القتال، والآن اقوم بتصوير حفلات الزفاف، وغيرها من المناسبات العامة». وقال المصور السوري إنه «خلال تصويره إحدى حفلات الزفاف رأيت بعض الناس يلعبون ويقفزون. لوح أحدهم لي من أجل أن أصوره، اضطررت حينها للإعتذار من العروسين لألتقط له صورة»، موضحاً أنهم أشخاص جاؤوا إلى اللاذقية فارين من القتال العنيف في حلب وأجزاء أخرى، «يمكنك أن تشعر بالسعادة. هذه الصور تعطيني بعض الأمل». وفي صورة ثانية يظهر شاب وفتاة على خشبة مسرح، وذكر زينه أنها التقطت خلال «حفلة أقيمت قبل أيام عدة على المسرح القومي باللاذقية، والتي كانت من المقرر أن تقام في دمشق، قبل أن تبدأ الحرب»، ومن ضمن الصور التي نشرتها «بي بي سي»، واحدة لطفل نائم. الصورة نفسها أكسبت المصوّر جائرة في مسابقة للتصوير الضوئي أعلن عنها برنامج «الأممالمتحدة الإنمائي» تحت عنوان «وجوه الصمود في مواجهة الأزمات» التي أطلقت نهاية العام الماضي، وأعلنت نتائجها مطلع العام الحالي. وأكد زينه أنه يريد البقاء في سورية ومواصلة التقاط الصور، وأن يقوم برحلات متكررة إلى المخيمات لتصوير الأشخاص الذين فروا من النزاع، بما في ذلك الأطفال، موضحاً أن اللاذقية «لا تتأثر بشكل مباشر من النزاعات، لكننا نعاني من أمور أخرى مثل انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الخدمات العامة». يشار إلى أن النزاع في سورية تصاعد بعد بدء روسيا أواخر الشهر الماضي بحملة قصف جوي في البلد المضطرب، بالإضافة إلى الحملة الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عام. وقال مسؤول المساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن أوبريان الأسبوع الماضي، إن «النزاع الدامي في سورية يزيد من تعقيد مهمة توزيع المساعدات إلى ملايين المحتاجين في البلاد»، مضيفاً أن «تصاعد حملة القصف الجوي من أي جهة كانت، يعرض طرق الامدادات إلى مزيد من الخطر، ما يعني أننا غير قادرين على إرسال عدد كاف من قوافل الشاحنات لتوصيل الإمدادات إلى المحتاجين». يذكر أن الحرب في سورية أدت إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص منذ آذار (مارس) العام 2011، وتشرد أكثر من نصف سكان البلاد من منازلهم، ولجأ أكثر من أربعة ملايين إلى دول مجاورة.