أعلن االجيش العراقي و «الحشد الشعبي» البدء في رفع المتفجرات من وسط قضاء بيجي، في محافظة صلاح الدين، وفيما انتقد نائب رئيس هيئة «الحشد» أبو مهدي المهندس الموازنة المخصصة لقواته، أثنت السفارة الأميركية للمرة الأولى على ما حققه الجيش و «الحشد» في القضاء. وقال مصدر أمني انه «بعد الانتهاء من تحرير مركز بيجي، وهو المحور الأهم في معارك تحرير القضاء، شرع الجهدُ الهندسي التابعُ للقواتِ الأمنية والحشدِ الشعبي برفع المتفجرات والعبوات الناسفة من المنازل والشوارع، تمهيداً لإعلانهِ آمناً»، وأشار الى «اتخاذ تدابير تمكن القوات المشتركة وشرطة المدينة من مسك الأرض وضمان عدم عودة داعش إلى المناطق المحررة واستكمال معارك التحرير باتجاه الفتحة والشرقاط». وجاء في بيان لخلية الإعلام الحربي أن «الشرطة الاتحادية تمكنت من الإستيلاء على ثمانية أجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة وأقراص مدمجة ووثائق تحوي معلومات مهمة عن داعش، خلال عملية تطهير منطقة البركة ودور النفط في بيجي»، وأضافت أن «الأجهزة تحتوي معلومات عن أعداد عناصر التنظيم وتحركاتهم في المنطقة». وعلى رغم تأكيد قادة «الحشد الشعبي» عدم وجود أي دور لطيران التحالف الدولي في معارك تحرير بيجي، أثنت الولاياتالمتحدة على التقدم الذي حققته القوات العراقية و «الحشد الشعبي»، وقالت السفارة في بيان إن «الولاياتالمتحدة تثني على التقدم الذي حققته القوات الأمنية والحشد الشعبي خلال الأيام الأخيرة في بيجي، وتفخر بشراكتنا مع القوات العراقية وبالدور الذي لعبته المعدات والتدريب والضربات الجوية للتحالف في بيجي ومناطق أخرى»، وأضاف البيان أن «التحالف نفذ، منذ أول آب (أغسطس)، أكثر من 130 غارة جوية، إضافة الى أكثر من 2500 ساعة من الطلعات الخاصة بالاستطلاع والمراقبة، دعماً للعمليات في بيجي وحولها، ونفذ الاسبوع الماضي 14 ضربة أسفرت عن تدمير عجلات مفخخة وأبنية يسيطر عليها داعش ومخابئ وأكداس الأسلحة ومعدات ومواقع قتالية ومناطق تجمع وانطلاق التنظيم»، وأوضح أن «تقديم التحالف التدريب على الاختراق والمعدات كان أمراً حاسماً للعمليات التي تقوم بها القوات العراقية في بيجي». من جانبه، قال الناطق باسم التحالف الدولي العقيد ستيف وارن إن «العلاقة بين التحالف والشركاء العراقيين قوية كما عهدناها، وبالعمل سوية نستمر في عزل وتحجيم داعش في كل أرجاء البلاد، خصوصاً في بيجي والرمادي». الى ذلك، بعث نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس رسالة خطية الى رئيس الوزراء حيدر العبادي انتقد فيها الموازنة «الهزيلة» المخصصة لقواته، وقال: «تحدثت معكم مرات طوال الأشهر الأربعة الأخيرة ان الحشد يتحمل مسؤوليات جسيمة، وهي ادارة معركة ضخمة نشترك فيها مع الجيش والشرطة، وعمر الجيش والشرطة يتجاوز ال95 سنة، ولديهما بنى تحتية ومعسكرات وامكانات. ونحن نخوض الحرب شراكة معهما ولكن من دون بنى تحتية وبأسلحة وأعتدة خفيفة ومتوسطة في معظمها»، وتابع «عرضت امامكم مراراً اننا نحتاج الى مقر رئيسي والى معسكرات ومراكز تدريب وأسلحة وأعتدة، ونضطر في كل معركة الى التوسل والاستجداء احياناً، واليوم ونحن وسط معركة شرسة وتنتظرنا معارك أشرس وبعد تقديم آلاف الشهداء والجرحى أسمع ان ما تم تخصيصه منكم للحشد هو نفس الموازنة الهزيلة السابقة بل أقل منها»، وزاد: «حتى اذا كانت نيتكم حل الحشد الشعبي في المستقبل القريب او البعيد فعلى الأقل يجب توفير الامكانات والأموال اللازمة لإدامة زخم المعركة الحالية». من جهة أخرى، أكد العبادي أهمية استمرار وزيادة الدعم للعراق في حربه على «الإرهاب»، خصوصاً في مجال تدريب وتسليح القوات، وجاء في بيان لمكتبه أنه «بحث مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد في التطورات الميدانية للحرب على عصابات داعش في الأنبار وبيجي»، وأضاف: «أنهما بحثا أيضاً أهمية استمرار وزيادة الدعم للعراق في حربه ضد الإرهاب، خصوصاً في مجال تدريب وتسليح القوات، فضلاً عن تدريب الشرطة وزيادة جاهزيتها لمسك المناطق المحررة»، وهنأ دانفورد العبادي ب «الانتصارات المتحققة في بيجي والأنبار»، معرباً عن دعم «الإدارة الأميركية العراق في حربه ضد العصابات الإرهابية» وبحث مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في تطورات الحرب على داعش، ونقل بيان لرئاسة الإقليم عن بارزاني «شكره الرئيس والحكومة والجيش الأميركي لدعم قوات البيشمركة في الحرب ضد الإرهابيين»، مؤكداً أن «تنظيم داعش عدو مشترك لجميع الأطراف والشعب الكردستاني يفتخر بتحطيم اسطورة داعش على أيدي قوات البيشمركة».