أثارات الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على المواطنين الفلسطينيين الكثير من ردود الفعل الدولية والعربية، التي بقيت خجولة مقارنة مع جولات عنف سابقة، إذ التقت غالبية تلك الردود عند «القلق»، و«الاستنكار» و«الإدانة» فحسب، من دون ان تترجم الى عمل ملموس لمعالجة الأوضاع في الاراضي المحتلة التي تعاني من الاعتداءات الصهيونية المتكررة. وبينما اعرب الرئيس الاميركي باراك أوباما عن "قلقه" حيال استمرار أعمال العنف في القدس، داعيا إلى وقف التصعيد، صرح وزير خارجيته جون كيري بأن «لإسرائيل الحق في حماية نفسها من أعمال العنف العشوائية»، لافتاً إلى أنه «من الضروري أن يوضح الزعماء الإسرائيليون والفلسطينيون وضع حرم المسجد الأقصى، للمساعدة في إنهاء موجة من أعمال العنف واستعادة الاستقرار». وتؤكد الرئاسة الفرنسية بدورها أنه «لا بد من بذل كل الجهود لتهدئة الوضع، والحد من دوامة العنف التي أوقعت الكثير من الضحايا». ويرى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «من الضروري أن يدفع المجتمع الدولي إسرائيل والفلسطينيين إلى إرساء السلام، لأن الوضع في طريقه إلى الخروج عن السيطرة». ودعت ألمانيا الفلسطينيين والإسرائيلين إلى تفادي المزيد من الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم العنف هناك، قائلة إنها تشعر ب «قلق بالغ» إزاء ما يجري، ودعت الجانبين إلى تفادي أي خطوات تؤدي إلى تدهور الوضع. وبينما تعتقد أميركا أن إسرائيل «تدافع عن نفسها»، تعتبر السعودية ماتقوم به إسرائيل «انتهاكا لحق الشعب الفلسطيني». وجددت المملكة استنكارها للتصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الجرائم الوحشية التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. وناشدت السعودية المجتمع الدولي بذل الجهود المخلصة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإيقاف تلك الجرائم والاعتداءات في حقه. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة استثنائية لبحث التوتر المتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار تحرك يهدف إلى اتخاذ إجراءات لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. وقال مساعد الأمين العام للشؤون السياسية تايي بروك زريهون في تقرير قدمه في الجلسة إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمكن أن تكون له آثار خطيرة على المنطقة برمتها. وأضاف أن القيود الإسرائيلية في الضفة الغربية والإجراءات الأمنية التي تفرضها السلطات الإسرائيلية أسهمت في تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية منذ بداية الشهر الحالي. وتطرق عدد من المتحدثين في هذه الجلسة إلى موضوع الحماية الدولية للفلسطينيين التي تطالب بها السلطة الفلسطينية وترفضها إسرائيل. وحمّلت جامعة الدول العربية، في اجتماعها الطارئ على مستوى المندوبين في القاهرة، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تصاعد التوتر في القدس والأراضي الفلسطينية. وقال الأمين العام للجامعة نبيل العربي إن «التصعيد المستمر ضد الفلسطينيين من قبل السلطات الإسرائيلية والمستوطنين ينذر بتفاقم الأوضاع في المنطقة برمتها». ودان المجتمعون ما وصفوه بالانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين وللمقدسات في مدينة القدس. من جانبه، أكد البابا فرنسيس أنه يشعر «بقلق كبير من الوضع المتوتر والعنف الذي يضرب الأراضي المقدسة»، مشيراً إلى أنه يصلي من أجل «أن يقف الجميع، من قادة ومواطنين، في وجه العنف، ويتخذوا تدابير ملموسة لتهدئة التوتر». وشدد البابا على انه «في الظرف الراهن في الشرق الأوسط، أصبح السلام في الأراضي المقدسة أساسياً أكثر من أي وقت مضى». وتدور مواجهات في القدسوالضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية الشهر الحالي، بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام المسجد الأقصى تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.