أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركي الجديد الجنرال جوزيف دانفورد، خلال توجهه أربيل، قبل بغداد، أن واشنطن تلقت من رئيس الحكومة حيدر العبادي تأكيداً لعدم طلبه مساعدة عسكرية روسية، فيما تسلم العبادي رسالة خطية من الرئيس الروسي ركزت على التعاون بين البلدين. ووصل الجنرال دانفورد أربيل في أول زيارة للعراق منذ توليه منصبه قبل أسبوعين، والتقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وعدداً من القادة العسكريين، قبل أن يتوجه الى بغداد للغرض ذاته ويجتمع مع العبادي. ولم تستغرق الزيارة سوى ساعات. وقالت مصادر عراقية إن الزيارة كانت مفاجئة لسلطة الطيران العراقي، ما أدى الى تأخير هبوط طائرته في بغداد وتوجهها الى كردستان. وأوضحت أن الطائرة «وهي من نوع c17 طلبت الإذن بالهبوط ، لكن مركز المراقبة رفض الطلب وسمح لها بالتوجه إلى أربيل». ولم تقدم الحكومة توضيحاً لهذه المعلومات، لكن الحادثة تسجل باعتبارها الأولى من نوعها يواجهها مسؤول أميركي منذ احتلال العراق عام 2003. وقال دانفورد قبل وصوله إلى أربيل: «إثر انتشار أنباء نسبت إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي عن ترحيبه بغارات روسية في بلاده، اتصل الجانب الأميركي به وتلقى منه تأكيداً أنه لم يطلب من موسكو أي مساعدة من هذا القبيل». وأوضح أنه يسعى، خلال زيارته إلى الاطلاع على آخر الهجمات التي يشنها الجيش العراقي على مواقع «داعش» في بيجي والرمادي. وكانت الحكومة أعلنت تشكيل مركز لتبادل المعلومات يضم العراق وسورية وروسيا وإيران، وسط انقسام في مواقف القوى العراقية من الخطوة. وبالتزامن مع وصول الجنرال دانفورد ، سلم السفير الروسي إيليا مورغونوف العبادي رسالة خطية من الرئيس فلاديمير بوتين، تضمنت رغبة روسية في تطوير العلاقات بين البلدين، وسط تكهنات بطلب موسكو المشاركة في المعارك الدائرة ضد «داعش» في العراق، أسوة بما تقوم به في سورية. وأوضح بيان للحكومة أن العبادي أكد «حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات مع روسيا بما يخدم مصلحة الشعبين»، وأشار إلى أن «العراق يواجه اليوم حرباً شرسة ضد عصابات داعش الإرهابية ويحتاج إلى كل جهد دولي من أجل التخلص من هذه العصابات وهناك تنسيق مع روسيا للقضاء على الإرهاب». ونقل البيان عن السفير الروسي قوله إن بلاده «ترغب في تطوير العلاقات مع بغداد في مختلف المجالات، خصوصاً الجانب التسليحي وتبادل المعلومات لمواجهة عصابات داعش الإرهابية». وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «المشاورات والتنسيق بين روسياوالعراق في العمليات التي تشنها الطائرات الروسية في سورية ضد مواقع داعش مستمرة». وأضاف أن «تبادل المعلومات بين موسكووبغداد، تتم على مختلف المستويات عبر مركز التنسيق»، ولفت إلى أن «العمليات العسكرية التي تم تنفيذها في الأيام الماضية سبقتها إجراءات تنسيقية».