أعلنت القوات الامنية العراقية حظر تجوال قبل نحو 10 ساعات من بدء الانتخابات البرلمانية اليوم وحتى غد الاثنين في تزامن مع اعلان تنظيم «القاعدة» حظر تجوال مشابه سخر منه الامنيون واعتبروا انه يعبر عن «افلاس حقيقي». وقال مساعد وكيل وزارة الداخلية اللواء طارق العسل ل»الحياة» ان «بيانات القاعدة الاخيرة حول حظر التجوال وتهديد الانتخابات ليست مفاجئة وسبق ان أصدرت التنظيمات الارهابية بيانات شديدة اللهجة لاتخلو من التهديد في مناسبات كثيرة آخرها زيارة اربعين الإمام الحسين في شباط (فبراير)الماضي». واضاف ان «افلاس القاعدة سيترجمه الشعب العراقي خلال زحفه اليوم الى صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات النيابية الحاسمة». واشار الى ان «فرض حظر التجوال كانت اعلنته قيادة عمليات بغداد وبالتنسيق مع باقي قيادات العمليات الخاصة في محافظات البلاد ابتداء من العاشرة من مساء السبت لينتهي عند الخامسة من فجر الاثنين وهو اجراء طبيعي لتحجيم تحركات المجموعات المسلحة التي تحاول استغلال الظروف لصالحها لتنفيذ انشطتها الاجرامية» وأضاف: «ما يزيد من سيطرة القوات الامنية العسكرية العراقية الغطاء الجوي الذي يرصد كل التحركات المريبة وبذلك تنكشف حقيقة الجماعات المسلحة المفلسة والتي بدأت تلفظ انفاسها الاخيرة». وتابع: «الوزارات الامنية والعسكرية اتخذت احتياطاتها الامنية التي تمنع الانشطة الارهابية وقد تظهر فقاعة هنا او هناك وهذا لن يؤثر على جاهزية قواتنا الامنية كونها فقاعات سرعان ما تنكشف وتزول». وكان تنظيم «القاعدة» في العراق اعلن الجمعة فرض «حظر التجوال» الاحد في جميع انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات، كما افاد موقع «سايت» الاميركي لرصد المواقع الاسلامية. وذكر الموقع ان رسالة لتنظيم «القاعدة» نشرت على موقع اسلامي على الانترنت تقول ان «دولة العراق الاسلامية تعلن حظر التجوال يوم الانتخابات من السادسة صباحاً حتى السادسة مساء في جميع انحاء العراق وبخاصة في المناطق السنّية». واضاف البيان: «لسلامة شعبنا يجب على كل من يعلم بهذا الامر ان يبلغ من لا يعلم حتى يتزود بما يحتاج اليه خلال فترة حظر التجوال». وحذرت دولة العراق الاسلامية، فرع «القاعدة» في البلاد، من يخرق حظر التجوال هذا بأنه «يعرض نفسه للاسف لغضب الله ولكل صنوف اسلحة المجاهدين». وشهدت بغداد منذ صباح الامس اجراءات امنية مشددة استعداداً للانتخابات تمثلت بتكثيف انتشار الاجهزة الامنية في احياء وشوارع العاصمة واغلاق الطرق المؤدية الى المراكز الانتخابية في محافظة بغداد، واحاطة المراكز باسلاك شائكة. وأكد الفريق ايدن خالد وكيل وزارة الداخلية رئيس اللجنة الامنية العليا للانتخابات ان العراق يملك قوات امنية كافية لحماية المراكز الانتخابية وتأمين الحماية اللازمة للمشاركين فيها. وقال في تصريحات صحافية: « ان قواتنا الامنية تملك خبرة كافية كسبتها من الانتخابات الماضية لتامين الحماية اللازمة»،مضيفاً: «ان امامنا مسؤولية كبيرة تتمثل بالخطة الامنية المعدة لحماية الانتخابات والتي تشمل حماية مواد الانتخابات، ومراكز الاقتراع التي يبلغ عددها اكثر من 8 الاف مركز، وحماية الطرق المؤدية اليها، وحماية الناخبين الذين يبلغ عددهم اكثر من 19 مليون ناخب». ويدلي العراقيون اليوم باصواتهم لاختيار 325 نائباً من بين 6292 مرشحاً ضمنهم 1813 امرأة تابعين ل12 ائتلافا و165 كيانا سياسيا. ويحق ل 18 مليون و600 الف ناخب المشاركة بهذه الانتخابات. وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان «لدينا معلومات عن وجود مخططات تهدف لاجهاض العملية الانتخابية لكن يقظة اجهزتنا الامنية ستبطل جميع المخططات الارهابية». واضاف ان «اجهزتنا الامنية ستنجح بحماية العملية الانتخابية. الى ذلك اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد العسكري أن «القوات العسكرية والامنية «ستواجه بحزم» تهديدات (تنظيم) القاعدة». وقال العسكري في تصريحات صحافية: «نحن نعرف جيداً أنهم (عناصر القاعدة) جادون في تنفيذ مخططاتهم ونواياهم الإرهابية، لكننا سنقابل تهديداتهم بكل حزم وقوة ولن نسمح لهم بتخريب العملية الإنتخابية». وأشار إلى أن «القوات الأمنية اتخذت إجراءات مشددة لحماية الإنتخابات منها فرض حظر على سير المركبات وتكثيف الإنتشار العسكري حول مراكز الإقتراع وإغلاق الطرق المؤدية اليها.