أعلن عضو مجلس إدارة نادي الوحدة المشرف العام على الكرة في النادي مناحي الدعجاني استقالته الرسمية، وابتعاده النهائي عن الفريق الكروي في المرحلة المقبلة من الموسم الرياضي الحالي وذلك بسبب الخلاف الكبير الذي نشب بينه وبين رئيس النادي عبدالمعطي كعكي، والأجواء غير الصحية التي تحيط بالكيان الوحداوي هذه الأيام، على حد تعبيره. واختار الدعجاني «الحياة» ليعلن من خلالها الاستقالة النهائية، التي سيؤكدها عبر القنوات الفضائية الليلة، وقال في تصريح خاص: «في البداية أقدّم جزيل الشكر والتقدير للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، ولنائبه الأمير نواف بن فيصل ولرئيس أعضاء الشرف في نادي الوحدة الدكتور محمد عبده يماني على ثقتهم التي منحونا إياها لقيادة النادي من خلال مجلس الإدارة الحالي، وأعتذر لهم جميعاً لانسحابي من النادي في هذا التوقيت بالتحديد، ومسألة ابتعادي جاءت عن قناعة تامة بعدما فاض بي الكيل من تصرفات الرئيس عبدالمعطي الكعكي وتجاوزاته الدائمة وتدخلاته المستمرة في شؤون الفريق الكروي والمدرب واللاعبين، وحاولت مراراً وتكراراً أن أتناساه وأبتعد عنه وألا أصطدم به من أجل مصلحة الفريق، ولكنه وللأسف واصل أسلوبه الغريب في التدخل في أدق الأمور، ولم يكن صادقاً معي في وعده الذي أعطاني إياه في بداية الموسم بعدم بيع نجوم الفريق، إذ وجدته يحاول بشكل غريب إقناعي ببيع عقد نجم وحداوي كبير لأحد أندية الغربية، والنجم الثاني لفريق من المنطقة الوسطى في منتصف الموسم، بحجة الضائقة المالية، واجتماعه سراً باللاعبين لإنهاء الصفقتين، وعندما وجدني رافضاً للفكرة من مبدئها ومهدداً بتقديم استقالتي صرف النظر عن إتمام الإجراءات الرسمية للصفقتين اللتين كانتا تطبخان على نارٍ هادئة ونحن في المركز الرابع في جدول الترتيب، وهذه الحقيقة لم يعلمها الكثير من الوحداويين سوى أنا والرئيس واللاعبين، ولم نكن وقتها نرغب في إثارة المشكلات للحفاظ على استقرار الفريق». وأضاف: «فوجئنا في جهاز الكرة بأن الكعكي يريد التدخل في تشكيل الفريق في أكثر من لقاء، ويرغب في مشاركة بعض اللاعبين، وإبعاد آخرين عن القائمة الأساسية، وشكا لي المدرب البرتغالي غوميز من هذه التدخلات، وقلت له اعمل ما في رأسك ولا تلتفت لكلام الكعكي، والمشكلة التي تأكدت منها في ما بعد أن رئيسنا يُملى عليه من خارج النادي من بعض المقربين منه، ويريد أن يُملي علينا ما يمليه عليه أحبابه، وعندما رفضنا مثل هذه الأساليب بات يتصرف في الكثير من الأمور التي هي من صميم عملنا واختصاصنا من دون علمنا، وذلك رغبة في تطفيشنا، ولم يكن يدري أنه بهذه الأساليب يضر نفسه والنادي أولاً وآخراً قبل كل شيء، لذا تراجعت النتائج بشكل مخيف في الجولات الأخيرة من الدور الثاني، وفقدنا فرصة المنافسة على خطف أحد المراكز الأربعة التي تؤهلنا لدوري أبطال آسيا في نسخته المقبلة». وزاد: «لم يتركنا نطبق النظام الإداري في الفريق، وكان يتجاهل قراراتنا وينقضها بشكل غريب، والدليل أنني رفضت في أكثر من مناسبة سفر المحترفين المغربيين رفيق عبدالصمد ويوسف القديوي إلى بلدهما في الإجازات القصيرة، ولكنهما كانا يذهبان إلى الكعكي ويوافق لهما ويسافران إلى بلادهما ونحن آخر من يعلم، وترتب على ذلك تأخر وصول اللاعبين أكثر من مرة، وبالتالي غيابهما عن أكثر من لقاء، إضافة إلى أن الكعكي كبّد خزانة النادي الكثير من الخسائر المادية من بعض الصفقات الفاشلة التي لم يأخذ رأينا فيها وتصرف من تلقاء نفسه». وبيّن الدعجاني أن الكعكي سيعمل خلال الفترة المقبلة لبيع عقود اللاعبين لاسترداد الأموال التي دفعها أثناء رئاسته للنادي، وقال: «الكعكي سيستغل فترة التمديد لمدة ستة أشهر وسيبيع عقود نجوم الفريق، وبالذات نجم مميز كل الجماهير تطالب بالتجديد معه من الآن، وهذه الحقيقة المرة التي تأكدت منها ويجب أن يعرفها الوحداويون كافة هذه الأيام، وذلك من أجل تسديد ديونه التي قدمها سلفة للنادي هذا العام، وأنا مسؤول عن كلامي، ومن ثم سيرحل عن النادي ولن يخسر شيئاً، وسيكون الكيان العريق وجماهيره الوفية هم الخاسرون من هذه التصرفات غير المسؤولة، وأنا عندما وجدت أنني سأكون شريكاً في تدمير النادي وتجريده من مواهبه وثرواته وكنوزه فضلت الانسحاب بهدوء والابتعاد عن الفريق وحفظ ماء الوجه، حتى أكون صادقاً في وعدي الذي قطعته على نفسي أمام الجميع في بداية الموسم بعدم انتقال أي لاعب مهما كانت الإغراءات المادية، وإقفال هذا الباب نهائياً الذي فُتح على مصراعيه في الأعوام الماضية».