يعتبر مخيم البقعة في العاصمة الأردنيةعمان من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات. وتأسس هذا المخيم في العام 1968 لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الذين تركوا مخيماتهم الموقتة التي أقيمت آنذاك في منطقة غور الأردن إثر حرب العام 1967. وكان المخيم يضم حين تأسيسه خمسة آلاف خيمة خصصت لإيواء 26 ألف لاجئ فوق مساحة 1.4 كيلومتر مربع. وقامت «وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى» (أونروا)، بين الأعوام 1969 و1971، باستبدال الخيم بما مجموعه ثمانية آلاف مسكن جاهز، وذلك من أجل حماية الناس من ظروف الشتاء القاسية. وقام معظم السكان منذ ذلك الوقت ببناء مساكن اسمنتية أكثر قوة ومتانة. ويقطن المخيم في الوقت الراهن، وفق «اونروا»، 104 آلاف لاجىء مسجل، إلا ان أرقاماً غير رسمية تشير إلى أن الأعداد تتراوح بين 130 و150 ألف لاجىء. وسكان المخيم هم أصلاً من فقراء قرى الضفة الغربية ومخيماتها. إلا أن اللاجئ الفلسطيني الذي يملك مالاً، فضّل السكن في المدن، في العاصمة وغيرها، ولم يسكن في المخيم. وحتى اليوم، فإن الباقين في المخيم هم بصورة عامة من الفقراء، لأن من تتحسن أحواله المالية يرحل عن المخيم. ويشترك مخيم البقعة مع غيره من المخيمات في جوانب عدة من المعاناة، سواء في مجال الصحة أو الخدمات أو غيرها. ووفق الأممالمتحدة، يوجد في المخيم 16 مدرسة، ومركز توزيع أغذية واحد، ومركزان صحيان، ومركز إعادة تأهيل مجتمعي واحد، إضافة إلى مركز واحد لبرامج المرأة. وتتلخص المشكلات الرئيسة في المخيم، وفق «أونروا»، في الفقر، والمستوى التعليمي المتهالك، وسوء جمع النفايات، وتردي مستوى السكن، وارتفاع معدل البطالة، والزواج بين الأقارب، وانتشار ظاهرة الزواج والطلاق المبكرين. والطفرة السكانية في المخيم آخذة في التضخم بعدما تعاقبت عليه الأجيال، من دون استيعاب الزيادة السكانية التي فرضتها ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية. ويرافق هذا التضخم تضارب ملحوظ في الأرقام والإحصاءات التي تقرأ واقع المخيم السكاني. وبعد اعلان «اونروا» عن تقليص خدماتها في المخيمات بسبب الأزمة المالية، زادت أوضاع الناس في المخيم سوءاً. ويفتقر المخيم إلى إحصاءات رسمية حول نسب الفقر والبطالة، فيما يستفيد من خدمات الإغاثة 3920 شخصاً، أي 1329 عائلة، من إجمالي 51 ألفاً و722 حالة يشكلون نسبة 2.6 في المئة من مجمل اللاجئين المسجلين في «اونروا». وتصل الكثافة السكانية في مخيم البقعة إلى معدلات عالية، حيث يقطن أكثر من 100 ألف نسمة في مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر مربع. وتعاني الأزقة والأسواق من الاكتظاظ، وتكاد المدارس تضيق بمن فيها من التلاميذ، إذ تضم المدارس ال 16 نحو 27 ألف طالب، هم ثلث سكان المخيم، إضافة إلى مشكلة التسرّب من المدارس التي بلغت ألف طالب سنوياً بسبب الالتحاق بالعمل أو لأسباب أخرى. ويعد مخيم البقعة مجتمعاً فتياً، إذ تصل نسبة من هم أقل من 16 سنة وفق دراسة أجرتها "لجنة تحسين المخيمات" إلى 35 في المئة من مجموع سكانه. ويصاحب هذه النسبة انخفاض في معدل وفيات الأمهات للعام 2009 بمعدل 20 إلى 21 امرأة لكل مئة ألف سيدة حامل. وأظهرت سجلات السيدات في سن الإنجاب داخل عيادات الوكالة الدولية أن عدد المستفيدات من برنامج تنظيم الأسرة باستعمال الموانع الحديثة قفز بنسب كبيرة من 33.9 في المئة للعام 1995 إلى 53 في المئة للعام 2009. وتوفر «أونروا» لقاحات الأطفال لعشرة أمراض قاتلة، وفق البرنامج الوطني، بنسبة تفوق 98 في المئة. وأدى ذلك إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال من 160 لكل ألف طفل مولود في الأعوام 1950-1960، الى 22 طفلاً من كل ألف طفل في عام 2009. في المقابل، يصل عدد المسجلات والمستفيدات من وسائل تنظيم الأسرة الحديثة في مخيم البقعة، وفق آخر إحصائية لعام 2010، إلى 4216 سيدة في سن الإنجاب من أصل 35129 مستفيدة من خدمات تنظيم الأسرة الحديثة ومسجلة في عيادات «أونروا» ال 24 في الأردن في العام ذاته.