تعتبر كرة القدم اللعبة الأكثر شهرة وجاذبية في العالم. لكن على رغم جاذبيتها وما تقدمه للجمهور من متعة، فإن لها وجهاً آخر مغايراً تماماً، يتمثل في الشغب وأعمال العنف والعنصرية. وشهد عالم كرة القدم حوادث كثيرة نتيجة للتعصب أو العنصرية أو استفزاز الجماهير، فيما يلي أبرزها: في أيار (مايو) 1964، تسبب إلغاء هدف لمنتخب البيرو أثناء مواجهته نظيره الأرجنتيني على الاستاد الوطني في العاصمة ليما، في إثارة الجماهير واندلاع أحداث شغب كبيرة سقط خلالها 318 قتيلاً وأصيب أكثر من 500. وتدخلت قوات الأمن وألقت قنابل دخان على المدرجات، وكانت الأبواب موصدة ما تسبب بسقوط مئات الضحايا بسبب التدافع والاختناق بالغاز. وخلال مباراة في الدوري الاسكتلندي في العام 1971 بين الغريمين سلتيك وغلاسكو رينجرز، أسفر تغير نتيجة المباراة في الثواني الأخيرة، في الوقت الذي كانت فيه الجماهير تغادر الملعب، في حدوث حال من الهيجان والتدافع سقط على إثرها 66 قتيلاً. وفي الأرجنتين، شهدت مباراة في الدوري المحلي بين الغريمين ريفر بليت وبوكا جونيورز في العام 1974 تدافعاً عند إحدى البوابات، تسبب بسقوط 74 قتيلاً وإصابة أكثر من 150. وشهد العام 1982 أكثر حوادث كرة القدم مأسوية بالنسبة إلى عدد الضحايا، حين سقط 340 قتيلاً خلال مباراة في البطولة الأوروبية بين سبارتاك موسكو الروسي وهارليم الهولندي. وتسبب إحراز هدف في الدقيقة الأخيرة بدفع مئات الجماهير الى محاولة العودة إلى الملعب من جديد، بعد أن أجبرتهم الشرطة على المغادرة من أحد الأنفاق، ليسقطوا تحت الأقدام بسبب التدافع في اتجاهات مختلفة. لكن أشهر حوادث العنف ترتبط بملعب «هيسيل» في العاصمة البلجيكية بروكسيل، حيث سبق المباراة النهائية للبطولة الأوروبية بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول الإنكليزي في العام 1985 اشتباكات بين جماهير الفريقين، أعقبها انهيار حاجز يفصل بينها، ما أسفر عن سقوط 39 قتيلاً أكثرهم من الإيطاليين، وحرمت الفرق الإنكليزية إثر الحادث من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة خمسة أعوام. وفي العام 1989 شهد ملعب «هيلزبره» في مدينة شيفيلد الإنكليزية أكثر حوادث الملاعب الإنكليزية فداحة، خلال تدافع جماهيري في مباراة بين ليفربول ونوتنغهام فورست. واشتعلت الأحداث إثر قرار الشرطة فتح البوابات لجماهير من ليفربول تواجدت خارج الملعب، ما أدى إلى اندفاع جماهيري سقط على إثره 96 قتيلاً. وعلى المنوال نفسه تسببت حالات فرار جماعي من الملعب في مقتل 84 مشجعاً خلال مباراة غواتيمالا وكوستاريكا في مدينة غواتيمالا سيتي في العام 1996. ووقعت حوادث كبيرة ومؤسفة في الملاعب الأفريقية، بعدما تسبب تدافع في ملعب «إيليس بارك» في جنوب أفريقيا، في سقوط 43 قتيلاً خلال مباراة بين فريقي كايزر تشيفز وأورلاندو بيراتس في العام 2001. وشهد العام 2009 حادثاً مأسوياً، حين سقط 19 قتيلاً بسبب تدافع مشابه في ملعب أبيدجان قبل انطلاق المباراة بين كوت ديفوار ومالاوي في تصفيات كأس العالم. وتعد أحداث استاد بورسعيد الدموية في مصر، والتي راح ضحيتها 72 قتيلاً، وخلفت مئات المصابين في شباط (فبراير) من العام 2012، أكبر مأساة تشهدها الملاعب المصرية منذ انطلاق الدوري الممتاز في العام 1948، وتسببت بإلغاء المسابقة (2011 - 2012)، ومنع الجماهير من حضور المباريات. وفي شباط (فبراير) الماضي، تقرر السماح بعودة الجماهير إلى الملاعب، لكن مواجهات اشتعلت مجدداً أمام «استاد الدفاع الجوي» وسقط فيها 20 قتيلاً وأصيب العشرات.