أقفلت قوات الأمن الجزائرية بالشمع الأحمر مقر قناة «الوطن» التلفزيونية الخاصة أمس، تبعاً لقرار من وزارة الاتصال (الإعلام) بإغلاقها نهائياً، إثر بثها تصريحات ل«أمير الجيش الإسلامي للإنقاذ المنحل سابقاً مدني مزراق» توعد فيها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ب«إسماعه كلاماً لم يسمعه من قبل» في حال لم يتراجع عن قرار منعه ورفاقه من تأسيس حزب سياسي. وحاصرت قوات أمنية صباح أمس، مقر القناة في حي «درارية» في العاصمة، وأبلغت مسؤوليها بضرورة مغادرة المقر استعداداً لتنفيذ قرار بالتشميع، وأعلنت وزارة الاتصال لاحقاً أن القرار تم بعد «تعدي القناة على رموز الدولة»، مشيرةً إلى أنها «تعاملت بشفافية واحترافية وحزم» في مسألة تخص «قانون الإعلام». وأقفلت قوى الأمن مقر قناة «الوطن» الجزائرية بأمر من الوالي المنتدب لدائرة الدرارية، بتهمة «ممارسة نشاط غير رسمي وبث أفكار هدامة». وكان واضحاً أن السلطات الجزائرية عابت على القناة بثها لذلك الحوار الشهير مع مدني مزراق الذي صعّد فيه اللهجة الهجومية ضد النظام بسبب رفض الحكومة السماح له بالعودة إلى النشاط السياسي برفقة أنصاره من المسلحين السابقين. ورأت جهات نافذة في الحكم تصريحات مزراق على أنها «إهانة لأحد أبرز رموز الدولة». وقال مسؤول في القناة الخاصة التي تنشط من دون ترخيص ككثير من القنوات الجزائرية الخاصة (عدد القنوات يفوق ال30 منها 5 فقط تملك الاعتماد) إن «القرار جائر والمؤسسة تقوم بنشاطها منذ أكثر من سنتين ولم تبث يوماً أو تغطي نشاطات غير شرعية». وكان مزراق تحدى بوتفليقة على خلفية رسالة الأخير في مناسبة ذكرى استفتاء المصالحة الوطنية والتي أشار فيها إلى استحالة عودة مَن تسببوا بالأزمة الأمنية إلى الواجهة. وقال مزراق في رد على رسالة الرئيس الأخيرة التي خصه بها: «سيسمع مني بوتفليقة كلاماً ورداً لم يسمعه من قبل».