في تطور مفاجئ، قررت محافظة شبوة النفطية جنوب اليمن، إيقاف ضخ النفط والغاز إلى خارج المحافظة، في ردة فعل على منع وصول قاطرات الديزل القادمة من مأرب إلى شبوة والمخصصة لقطاع الكهرباء. وقال محافظ شبوة عبدالله النسي: «ليس أمامنا إلا الاعتماد على أنفسنا وعلى إيراداتنا التي نستطيع أن نحصل عليها بطرق قانونية وتحسينها وتطويرها، فهناك الكثير الذي كان يُصرف لمتنفذين، وشبوة أحق به منهم». وتساءل النسي في كلمة له أمام أمام أهالي مدينة عتق أمس: «كم هي الشركات النفطية المترامية في شبوة؟ إلا أنها كما قال الشاعر: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول». وأضاف: «الحقول النفطية تضخ آلاف البراميل يومياً ثم يتعنتون علينا ويماطلونا ويستكثرون علينا قاطرتين من الديزل لأجل الكهرباء، هناك ثلاث محافظات من المحافظات المحررة قامت الإمارات بتسديد مديونياتها من الكهرباء باستثناء شبوة، لهذا أصارحكم بالقول إنهم يبخلون علينا بقاطرتين من الديزل ونحن نمول هذه المصافي بآلاف البراميل يومياً بالنفط الخام، يا لها من مفارقة عجيبة». وفي إشارة لبدء خطوات عملية على الأرض، قال المحافظ: «خطونا خطوات ممتازة مع الشركات النفطية والتنسيق لتصدير النفط إلى النشيمة، وأن تأخذ شبوة حصتها ونصيبها ليعود في تنمية المحافظة وتطويرها وتحسين خدماتها، وهذا ما كفلته مخرجات الحوار الوطني». وكشف عن تشكيل لجنة استشارية للنفط، ستسهم في وضع الحلول والآليات للتعامل مع هذه الشركات واتخاذ الإجراءات السليمة في ذات الشأن، وكذلك الضغط على الشركات لتوقيع العقود مع المحافظة للمرة الأولى. وتابع: «لا نقبل بالحلول الموقتة، ونبحث عن الخيارات الدائمة والاستراتيجية مثل تشغيل الكهرباء بالغاز، وقطعنا خطوات في هذا الاتجاه»، مشدداً على أن التكامل الشعبي والتكاتف والالتحام مع قيادة المحافظة ومكوناتها هو القوة التي تستطيع أن تنتزع حقوقها، فالحق ينتزع ولا يوهب. وأردف النسي قائلاً: «لقد تم تحقيق جزء مهم من الخطوات الأساسية في مجال تثبيت الأمن والخدمات وما زلنا مستمرين في بذل مزيد من الجهود على رغم أننا بدأنا من الصفر، فالإمكانات تكاد تكون معدومة، والمحافظة تفتقر إلى كل شيء، لكن وضعنا مقارنة بمحافظات أخرى يعتبر أفضل، ومع هذا فقد طال الوقت، وتبددت الوعود، وكنا نمني أنفسنا بالحصول على إمكانات من دون فائدة، فوضعنا اليوم استثنائي». وأشار إلى أن «شبوة اليوم بين فكي كماشة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، والقاعدة وأزلامها من جهة أخرى». وعن المشاريع في المحافظة قال النسي: «على مستوى الخدمات في شبوة لا يوجد هناك مشاريع وخدمات استراتيجية ومستقبلية تعمل للمستقبل. أُريدَ لشبوة أن تكون مشاريعها موقتة وتعيش على الترقيعات، وذلك لأنها ارتهنت لقرار أشخاص معينين في السابق».