لم يأتِ الانتصار الساحق الذي حققه فريق مانشستر سيتي على تشلسي (4/2) السبت الماضي، على ملعب «ستانفورد بريدج»، وذلك في المرحلة ال28 من الدوري الإنكليزي لكرة القدم، بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في مواجهة رجال مواطنه أنشيلوتي، ضربة حظ أو الأمر الغريب على هذا الفريق الذي وضعت إدارته نصب أعينها قبل انطلاقة الموسم الجديد إبرام صفقات مدوية خلال الصيف الماضي، ثم عززتها بصفقات أخرى خلال فترة الانتقالات الشتوية وأبرزها التعاقد مع المدرب الإيطالي المعروف روبرتو مانشيني والفرنسي باتريك فييري القادم من إنتر ميلان والاستغناء عن نظيره الاسكتلندي فيوز. ويعد نادي مانشستر سيتي الأبرز في سوق الانتقالات، إذ يعد ثاني فرق الصيف الماضي انفاقاً من حيث الصفقات والأول من حيث الأجور كما يعد عنصراً مهماً في تحريك سوق الانتقالات بشكل نشط للغاية. ومن الواضح أن الزمن تغير بسرعة بالنسبة لمانشستر سيتي، إذ أصبح في زمن اللعب مع الكبار فقط، فالأموال بدت مستعدة لكي تصبح موجاً عاتياً يخطف في طريقه الكثير سواء أكان قارباً صغيراً أو بارجة كبيرة، فهو الموج الذي يحق له الكلام فقط هذه الأيام. وبدا جلياً رغبة الشركة الإماراتية في وضع الفريق بين كبار إنكلترا، وذلك من خلال الصفقات التي أبرمتها للفريق وجاء على رأسها الثنائي كارلوس تيفيز وأيمانويل أديبايور من مانشستر يونايتد وأرسنال. وانفقت أبوظبي نحو 190 مليون يورو من أجل تدعيم مانشستر سيتي، وربما تجني نتاج تدعيم الفريق قريباً، بعد أن قدم الفريق مستوى مميزاً منذ بداية الدوري الإنكليزي، حيث كانت صفقات النادي من بين أبرز 30 صفقة في موسم الانتقالات الصيفية 2009/2010. وبالنظر إلى جدول نتائج الفريق هذا الموسم، فإنه حقق انتصارات مدوية على عدد من فرق المقدمة وكان أول ضحية له مانشستر يونايتد في كأس كارلنغ بالتغلب عليه بهدفين في مقابل هدف واحد ثم يأتي ليفوز على تشلسي أيضاً على أرضه بالنتيجة ذاتها من هدفي التوجولي أديبايور والأرجنتيني تفيز وأيضاً على أرسنال بثلاثة أهداف من دون رد ثم أعاد الكرة مرة أخرى وانتصر على الأرسنال بأربعة أهداف في مقابل هدفين قبل أن يتجرع الهزيمة بصعوبة من البطل مان يونايتد بأربعة أهداف في مقابل ثلاثة في مباراة دراماتيكية، مع العلم بأنه تعادل مرتين في مباراتي الدوري مع ليفربول الجريح هذا العام الذي خرج من مربع المنافسة على اللقب. وبالنظر إلى سجل النتائج والترتيب للمباريات التي خاضها «مان سيتي» في الدوري الإنكليزي هذه الموسم يتضح أنه لعب 27 مباراة فاز على أرضه في تسع وتعادل في أربع ولم يخسر أية مباراة وأحرز هجومه 30 هدفاً بقيادة كارلوس تيفيز (15 هدفاً) أهلته لاحتلال المركز الخامس في قائمة الهدافين مشتركاً مع بنت هداف سندرلاند. وخارج أرضه كسب مانشستر سيتي خمس مباريات وتعادل في ست وخسر أربع وأحرز هجومه 22 هدفاً وولجت شباكه 21. ويسعى الفريق بشكل حثيث إلى التأهل للمشاركة في دوري أبطال أوروبا لتحقيق ميزة الأربع الكبار الذين يمثلون الدوري الإنكليزي، ولكن ينافس على المركز الرابع ثلاثة فرق هي: تونتهام 46 نقطة، ليفربول 45 الذي لم يغب خلال خمس سنوات متتالية من المشاركة في هذه البطولة، وأستون فيلا 45 نقطة. وبهذه الانتصارات المدوية على الفرق العريقة والتاريخية في أقوى دوري عالمي، يدحض «المان سيتي» آراء كبار المدربين في هذه البطولة أمثال الخبير الاسكتلندي أليس فيرغسون (24 عاماً في تدريب مانشستر)، الفرنسي آرسين فينغر (14 عاماً في تدريب أرسنال)، والإسباني رفائيل بنتينيز (ستة اعوام في تدريب ليفربول)، الذين أكدوا أن «المان سيتي» لن يكون أحد الأربعة الكبار في الدوري الإنكيزي على رغم الأموال الطائلة التي أنفقت من أجل تعزيز صفوف الفريق. وشنوا حرباً شرسة باستثمار الأموال العربية في شراء الأندية الأوروبية بشكل عام. وينتظر «مان سيتي» في خلال الأشهر الثلاثة المقبلة (12 أسبوعاً)، مباريات حاسمة من أجل ضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا، إذ يواجه مان يونايتد وأرسنال في مباراتين كبيرتين، كما يواجه فرقاً أخرى تنافسه على المركز ذاته أهمها أستون فيلا وأخرى تبحث عن طوق النجاة من الهبوط مثل بيرمنغهام، ووستهام وغيرهما. الفرنسي باتريك فييرى عقب انضمامه لمانشستر سيتي في آخر صفقة للنادي الإنكليزي.