أدخلت روسيا أسطولها البحري في الحملة على مواقع المعارضة في سورية الأربعاء الماضي، وأطلق 26 صاروخاً من طراز «كاليبر» البعيد المدى، من بحر قزوين، مروراً بالمجالين الجويين لإيران والعراق باتجاه ما قالت موسكو إنها مواقع لنتظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية. وأتى ذلك تزامناً مع الحملة الجوية التي بدأتها روسيا الأسبوع الماضي، بقصف جوي على مواقع المعارضة السورية في المدن التي خرجت عن سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما فشل جيشه في التصدي لقوات المعارضة أو إيقاف تقدمها باتجاه مواقعه في أماكن مختلفة من البلاد. وتساءل خبراء ومتابعون عن أسباب استعمال موسكو هذه الصواريخ البعيدة المدى، وما الجدوى منه، إضافة إلى مميزات هذه الصواريخ ومدى قدرتها على إحداث فارق في المعارك على الأرض. وترافقت هذه التساؤلات مع تشكيك من جانب بعض الخبراء الغربيين في مدى فاعلية هذه الصورايخ ودقتها، إذ كشف مسؤولون في «وزراة الدفاع الأميركية» (البنتاغون) أن أربعة من الصواريخ ال 26 سقطت في إيران ولم تصل إلى أهدافها في سورية، ورأوا أن هذا يعد فشلاً كبيراً لهذه المنظومة. مميزات صواريخ «كاليبر»: استعمل أسطول بحر قزوين صواريخ «كاليبر» فئة «3 أم 14» التي أدخلت إلى الخدمة العسكرية في عام 2004، وهي مماثلة للصواريخ الأميركية من طراز «توماهوك». وهذه الصواريخ من فئة الصواريخ الموجهة والدقيقة، وهي سلاح عالي الدقة، انحرافها المحتمل عن الهدف الذي يبعد ألف كيلومتر لا يزيد عن مترين أو ثلاثة أمتار، وفق مصادر عسكرية روسية. ويطلق عليها «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) اسم «سيليزار أس أس-أن 27»، وهي الجيل الثاني من الصواريخ الروسية الاستراتيجية المجنحة. ويعتقد أن هذا الجيل الثاني من صواريخ «كاليبر» طُور بالاعتماد على صواريخ فئة «3 أم 10» التي دخلت الخدمة العسكرية في القوات البحرية الروسية في عام 1984. ويطلق هذا النوع الحديث من الصواريخ المجنحة بواسطة أجهزة إطلاق من عيار 533 ميليمتر، ويصل مداها الأقصى إلى نحو 3000 كيلو متر. ويبلغ طول «كاليبر» فئة «3 أم 14» 6.20 متر، وامتداد أجنحته 3.080 متر، فيما يبلغ وزنه لحظة الانطلاق بين 1400 و 1770 كيلوغراماً، ويطير بسرعة تبلغ 240 كيلومتراً حداً أقصى. وهو يوضع على البوارج الحربية وداخل الغواصات والآليات العسكرية الضخمة، أو حتى الطائرات الحربية، ويحمل مواداً شديدة الانفجار، وعدداً كبيراً من الشظايا.