إذا ما كان أي مستخدم على شبكة الإنترنت في حاجة إلى التواصل مع أصدقائه، أو المشاركة بكتاباته على مدونة ما، أو تحميل صوره ومقاطع فيديو خاصة به، فكل ما عليه القيام به الدخول إلى إحدى المواقع الاجتماعية مثل «فايسبوك» أو «تويتر» أو «يوتيوب» وكلها مواقع عالمية الطابع والمحتوى. إلا أن شريحة من الجمهور العربي تتعطش الى مواقع إلكترونية تحمل طابعاً إقليمياً وعربياً، يجعل من الدخول إليها مشابهاً للعيش في حارة شعبية عربية، تطغى عليها روح التآخي والوفاق. «جيران» هو أحد تلك المواقع العربية، التي سعت خلال تطورها إلى التركيز على القارئ العربي، ودفعه الى المشاركة في صناعة المحتوى الإعلامي، من الصور والأخبار ومقاطع الفيديو، وحتى الموسيقى. المشروع بدأه الأردنيان عمر قدسي وليث زريقات، فالفكرة طرأت مع نهايات العقد الماضي، وتم لاحقاً إطلاق المشروع في 2000 كخدمة لإنشاء الروابط الإلكترونية مجاناً، إذ أن تلك الفترة شهدت توسعاً كبيراً للإنترنت في الأردن، وفي العالم العربي. ويقول قدسي وزريقات على صفحة «من نحن» في موقع «جيران»، إن رؤية الموقع تتحدد في تزويد العالم العربي بآخر التقنيات التكنولوجية، وطرق التواصل والاتصال. ولإنجاز هذه الرؤية، مهمة الموقع «إعطاء السلطة للمستخدمين، وتحسين أسلوب حياتهم من طريق توفير خدمات إلكترونية حديثة لهم.» يتكون الموقع من قنوات عدة، كما يسميها قدسي وزريقات، فهناك قناة خاصة بالمدونات، وقنوات أخرى للسيارات والرياضة والتكنولوجيا والصور والأخبار والمرأة والموسيقى التي تقدم فنانين قد لا نسمع عنهم، أو نعرفهم عبر وسائل الإعلام الأخرى. وتحظى زاوية التدوين في «جيران» بمشاركة فعالة من الكثير من المدونين العرب، ويبلغ عدد المدونات على هذا الموقع أكثر من 148 ألف مدونة، كما يقارب عدد المشاركات نحو 800 ألف مشاركة. وتتنوع الموضوعات فيها بين السياسية والساخرة والاجتماعية والشخصية، كما أفاد موقع «سي ان ان» الإلكتروني بالعربي. وحول محتوى مدونات «جيران»، يقول قدسي: «هناك محتوى كبير جداً في المدونات العربية، وكأن الناس مصابون بالكبت وممنوعون من الكلام، ويكتبون في شتى الموضوعات مثل الموضوعات الخاصة والسياسية والمنوعة».