لقي فوز "اللجنة الرباعية الراعية للحوار الوطني" في تونس بجائزة نوبل للسلام أمس (الجمعة)، ترحيباً واسعاً على الصعيدين التونسي والدولي. وكانت رئيسة اللجنة كاسي كولمان فايف أعلنت أن فوز "رباعي الحوار" في تونس جاء تقديراً لمساهمته في "دعم عملية بناء الديموقراطية عندما كانت تونس على شفا حرب أهلية"، موضحة أن الجائزة تهدف قبل أي شيء إلى "تشجيع الشعب التونسي الذي أرسى قواعد الإخاء الوطني، على رغم التحديات الكبيرة". وتبلغ قيمة الجائزة التي ستقدم في العاصمة النروجية أوسلو، في 10 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، 972 ألف دولار. وعبرت رئاسة الحكومة التونسية عن "بالغ الاعتزاز بهذا الفوز"، مؤكدة أن الجائزة "تترجم الإكبار والتقدير لمنهج الحوار والوفاق الذي ارتضته مختلف الأطراف السياسية برعاية الرباعي الراعي للحوار". وأضافت في بيان أن "جهود الرباعي أمنت للبلاد الوصول إلى انتخابات عامة حرة ونزيهة، جسدت إرادة الشعب"، معتبرة أن "هذا التقدير التاريخي تكريم لشهداء الوطن وشهداء ثورة 17 كانون الأول/ ديسمبر- 14 كانون الثاني/ يناير". ورحب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بهذا الفوز، قائلاً إن الجائزة تكرس مبدأ التوافق في بلاده، وإن "تونس ليس لها حل آخر إلا الحوار". في حين وصفت الأممالمتحدة الفوز بأنه "دفعة للناشطين الذين يقودون جهود السلام". وتضم "اللجنة الرباعية الراعية للحوار الوطني" كلاً من "الاتحاد العام التونسي للشغل"، ويمثله أمينه العام حسين عباسي، و"الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة" الذي تمثله رئيسته وداد بوشماوي، و"الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان"، ويمثله عبد الستار بن موسى، إضافة إلى نقابة المحامين التي يمثلها رئيسها محمد فضل محمود. وكانت المنظمات والنقابات الأربع أشرفت على الحوار الذي نتج منه في آخر العام 2014 اتفاق تخلت بموجبه "حركة النهضة" عن السلطة، لحكومة كفاءات غير سياسية سلمت الحكم بدورها، بعد انتخابات حرة في نهاية العام ذاته.