بعد فوز اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام للعام 2015 التي أُعلنت اليوم الجمعة 9 أكتوبر/تشرين الأول، نشر الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، نسخة من الرسالة التي كان وجهها إلى لجنة جائزة نوبل للسلام شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام، لأجل ترشيح اللجنة. وقال السبسي في رسالته إن قبول الهيئة المنظمة لترشيح الرباعي التونسي لجائزة نوبل يمكن أن يرتكز على عاملين. الأول هو تكريم تونس "البلد الصغير الذي قدم للعالم درسا في الشجاعة والمثابرة. وهي الطريق التي أدت إلى ثورة الياسمين"، والثاني هو "إعادة هذا الترشيح الاعتبار لقيم الحوار والتوافق في عالم تطغى عليه النزاعات". ولفت السبسي إلى أنه لولا المساهمة الفعالة للجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس ما كُتب النجاح لتونس في خط صفحة جديدة من تاريخها وتاريخ الديمقراطية، مشيرًا إلى أنه لما كانت تونس مهددة بحرب أهلية وتنامي العنف والتطرف، عملت اللجنة على إرساء السلام والاستقرار، وتبنّت المنظمات الأربعة مبادرة لإرساء حوار وطني أنقذ البلاد وأفضى إلى وفاق وطني. وتحدث السبسي أن وصول اللجنة في ظل مناخ اجتماعي وسياسي مضطرب إلى هذا الوفاق، أفضى إلى وضع دستور جديد في تونس مهّد الطريق "لانتقال سلمي نحو الديمقراطية"، متحدثًا عن أن جهود الرباعي "مكنت تونس من الشروع في بناء مجتمع ديمقراطي قائم على احترام القانون وقيم الحرية والعدالة الكونية". وأردف الرئيس التونسي أن بلاده "برهنت على إمكانية الثورة السلمية وإمكانية فتح المجال للديمقراطية"، مبرزًا أن منح الجائزة للرباعي التونسي، من شأنه "تقديم تقدير قوي ورمزي لمبادرة سلمية غير مسبوقة في العالم العربي ورسالة أمل وتوافق وتسامح"، مستطردًا أن العالم في حاجة ملحة اليوم إلى الحوار والتوافق والأمل والتسامح. جدير بالذكر أن اللجنة التونسية المتكوّنة من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والاتحاد العام التونسي للشغل، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين، مكّنت تونس، ولأوّل مرة في تاريخها، من نيل جائزة نوبل السلام. وقد كانت المنافسة قوية هذه السنة، إذ حضرت فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبابا الفاتيكان فرانسيس والرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وأسماء أخرى.