أعلنت لجنة نوبل امس الجمعة فوز رباعية الحوار الوطني التونسي بجائزة نوبل للسلام؛ لإسهامها في بناء الديمقراطية بعد ثورة الياسمين عام 2011، وأملت لجنة نوبل في أن يكون منح جائزة السلام لرباعية الحوار الوطني التونسي مصدر "إلهام" للآخرين. وتبلغ قيمة الجائزة ثمانية ملايين كرونة سويدية (972 ألف دولار) وستقدم في أوسلو في العاشر من ديسمبر كانون الأول. وقال مسؤولون من رباعي الحوار الوطني في تونس لرويترز يوم الجمعة: إن الفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام هو رسالة أمل للمنطقة العربية، وإن الحوار يتعين أن يكون بالكلمات وليس بالسلاح. وأشرف الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة المحامين على الحوار في نهاية 2014، والذي أفضى لاتفاق تخلت بموجبه حركة النهضة الاسلامية عن الحكم لحكومة كفاءات غير سياسية سلمت الحكم بدورها بعد انتخابات حرة في نهاية 2014. وقال حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام للشغل الذي رعى الحوار بين الفرقاء الاسلاميين والعلمانيين في تونس لرويترز "هذه رسالة أمل للمنطقة بأن الحوار يمكن ان يؤدي للطريق الصحيح وهو رسالة أن التوافق يكون بالحوار وليس بالسلاح". وأضاف: "بالحوار الذي أطلقناه وأخذ وقتا طويلا وصل الفرقاء من اسلاميين وعلمانيين الى توافق، وهذا ما نأمل أن نراه أيضا في منطقتنا، وأنا فخور ومنبهر". وقالت وداد بوشماي رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة لرويترز "التتويج فخر لتونس فعلا ورسالة بأن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول الى نتيجة مهما كانت العقبات". وأضافت: "اليوم نتلقى الرسالة بفخر وبمسؤولية بأن نواصل بناء بلادنا وأن ننهض باقتصادنا في الفترة المهمة من تاريخ بلادنا". من جهتها، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني الجمعة ان الوساطة الرباعية في الحوار الوطني في تونس التي حازت جائزة نوبل للسلام "مثال على كيفية الخروج من الازمات في المنطقة". وتابعت موغيريني على تويتر: إن "منح جائزة نوبل للسلام للوساطة الرباعية في الحوار الوطني في تونس يكشف السبيل للخروج من الازمات في المنطقة وهو الوحدة الوطنية والديموقراطية". وكتب رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك على تويتر "نهنئ وساطة الحوار الوطني على جائزة نوبل للسلام وبعد زيارة الى تونس في مارس أقدر وأحترم هذا الخيار". من جهته، قال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز إن الجائزة منحت "عن جدارة"، والاتحاد الاوروبي "يشارك كل التونسيين فرحتهم". وأعربت كاسي كولمان فايف رئيسة لجنة نوبل عن أملها أن يكون منح جائزة نوبل للسلام هذا العام للجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس بمثابة "إلهام لمن يعملون من أجل عمليات السلام" في العالم. وذكرت اللجنة أنها تأمل -من خلال منح الجائزة هذا العام إلى رباعية الحوار الوطني في تونس- أن "تسهم في الحفاظ على الديمقراطية في تونس وأن تعطي الالهام لكل من يسعى لدفع السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباقي العالم". من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان منح جائزة نوبل للسلام للوساطة الرباعية التي ادت الى الحوار الوطني في تونس "يكرس نجاح الانتقال الديموقراطي" في هذا البلد. وقال هولاند إن جائزة نوبل "تكرس نجاح الانتقال الديموقراطي في تونس". وأضاف إن "اوروبا والعالم ينبغي ألا يكتفيا ببساطة بمنح جائزة، بل إعطاء أهمية للمساعدات الواجب تقديمها إلى تونس".