أخلت شرطة تاروت في المنطقة الشرقية سبيل صيدلي يعمل في أحد المستشفيات الأهلية، أوقف أول من أمس، على خلفية ارتداء خاتم عليه شعار تنظيم «داعش» الإرهابي. وراجت صورة للصيدلي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو يرتدي خاتماً عليه نقش «لا إله إلا الله» على خلفية سوداء، الذي يماثل علم «داعش». فيما ترجع مصادر تاريخية هيئة النقش إلى خاتم كان يرتديه النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إلا أن تنظيم «داعش» سرق النقش، ليضفي الشرعية على أنشطته الإرهابية. وقال المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي، في تصريح صحافي: «باشر المختصون في شرطة محافظة القطيف ضبط وافد تم تداول صورته عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويعمل صيدلياً في أحد مستشفيات محافظة القطيف، يرتدي خاتماً بهيئة ختم الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم، ويشتبه في انتمائه لإحدى الجماعات الإرهابية التي تتخذ من هيئة الختم شعاراً لها». وأوضح الرقيطي أن الوافد ذكر أن الختم الموجود على خاتمه متوافر في الأسواق منذ القدم، وجرى التحقق من وضعه، وإخلاء سبيله، لعدم وجود ما يشير إلى علاقته بما نسب إليه في شبكات التواصل الاجتماعي». بدورهم، أبلغ زملاء الصيدلي «الحياة» أنه يعمل في المملكة منذ 11 عاماً، ومتزوج وله أولاد، ومشهود له بالأخلاق الحسنة والتعامل الطيب، سواءً مع الزملاء أم المراجعين. وأكدوا أنه لم يظهر عليه خلال سنوات عمله واتصاله المباشر معهم «أي سلوك يثير الشكوك، ولم يتضح عليه توجهه نحو الفكر التكفيري المتشدد»، لافتين إلى من يتبع هذا الفكر «لا بد أن يظهر عليه ذلك، ولو بين الحين والآخر، ومن دون شعور منه». وأشاروا إلى أن إيقافه شكل لهم «صدمة»، بداية بانتشار الصورة على شبكات التواصل الاجتماعي، ومن ثم التبليغ عن زميلهم والقبض عليه. وأرجعوا السبب إلى إثارة الشكوك من خلال أبسط الأمور، نظراً لما مر على المنطقة من أحداث تستدعي أخذ الحيطة والحذر، مشيرين إلى أن عدداً من المراجعين سألوا عنه يوم توقيفه، وخصوصاً المراجعين الدائمين للصيدلية، لأنه أقام معهم «علاقات إنسانية ممتازة». ولفتوا إلى محاولتهم التواصل مع زميلهم بعد إخلاء سبيله، «ولكنه لم يرد على الاتصالات، وقد يكون السبب الصدمة التي أصابته من اتهامه بالانتماء إلى «داعش»، وأخبار القبض والتحقيق معه». وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً حول الشعار المستخدم من قبل التنظيم الإرهابي «داعش»، وأشار معلقون إلى أن التنظيم أوجد نوعاً من «الفوبيا»، عبر محاولتهم إضفاء الشرعية على أنشطة التنظيم باستخدام ختم الرسول، وهو حقيقة «تشويه التاريخ والإرث الإسلامي، ما يستوجب التنبيه له». وذكر البعض أن «الخاتم الذي ظهر في صورة الصيدلي متداول في الأسواق منذ سنوات، ويأتي بخلفيات مختلفة عن اللون الأسود، فهناك الأحمر والأخضر. والبعض كان يقدمه هدايا بعد العودة من الحج والعمرة، أو زيارة المدينةالمنورة». يذكر أن وزارة الداخلية أعلنت عام 2014 عن الجماعات المُصنفة «إرهابية»، وحذرت من التعاطي معها. وتضمن البيان «كل من يقوم بتأييد التنظيمات، أو الجماعات، أو التيارات، أو التجمعات، أو الأحزاب، أو إظهار الانتماء لها، أو التعاطف معها، أو الترويج لها، أو عقد اجتماعات تحت مظلتها، سواءً داخل المملكة أم خارجها. ويشمل ذلك المشاركة في جميع وسائل الإعلام المسموعة، أو المقروءة، أو المرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، المسموعة، أو المقروءة، أو المرئية، ومواقع الإنترنت، أو تداول مضامينها بأي صورة كانت، أو استخدام شعارات هذه الجماعات والتيارات، أو أي رموز تدل على تأييدها أو التعاطف معها».