أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس، أن وفداً من اللجنة الرباعية الدولية سيصل الى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس الأربعاء المقبل للبحث في التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، في وقت كشفت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة عن اتصالات إسرائيلية، عبر أطراف أوروبية وعربية، مع الرئيس عباس وحركة «حماس» بهدف التهدئة ومنع تصاعد الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية. وقال عريقات: «سيصل وفد من الرباعية على مستوى المندوبين لكل من الأممالمتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى رام الله للقاء الرئيس عباس». وأوضح أنه «سيتم وضع وفد الرباعية بصورة الجرائم والمجازر الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من شهر بحق الأرض والشعب والمقدسات في عموم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة وقطاع غزة»، وقال: «لدينا ملفات عن هذه الاعتداءات والجرائم، من قتل من جيش الاحتلال والمستوطنين والاعتداءات على المسجد الأقصى، سيتم تسليمها لوفد الرباعية، وسنطلب من الوفد الإسراع في توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي». وكشف مسؤول فلسطيني مقرب من الرئيس عباس، عن أن الاتصالات تجري مع العديد من الأطراف العربية، أولها القيادة في رام الله، وكذلك الأردن ومصر، مشيراً إلى أن مسؤولين إسرائيليين بادروا لإجراء هذه الاتصالات ونقل رسائل من إسرائيل تشير إلى رغبتها في إعادة الهدوء، لافتة إلى أن ذلك وراء قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو حظر زيارة وزرائه للمسجد الأقصى المبارك، ووقف أي مشروع بناء جديد في المدينة. وأضاف أن السلطة لم ترد بموقف محدد، لكنها طالبت بالتزام إسرائيل عدم قتل المدنيين، وإزالة الحواجز، ومنع اقتحام المدن والمناطق في الضفة الغربية. كما كشفت مصادر سياسية في إسرائيل عن اتصالات إسرائيلية مع مصر التي وعدت بإيفاد سفيرها الجديد حازم خيرت إلى إسرائيل قريباً، مؤكدة في إطار الاتصالات رغبتها في أن يساهم السفير في العمل على استتباب الأوضاع ميدانياً. في السياق نفسه، أفادت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ أمس، بأنّ نتانياهو قرر التوجه إلى الرئيس عباس مع رسالة سياسية لتخفيف حدة التوتر على الأرض، في موازاة رسالة مماثلة إلى غزة، وتحديداً إلى حركة «حماس»، عبر طرف ثالث، مفادها أنّ إسرائيل غير معنية بتصعيد أمني مع القطاع. وأضافت أن نتانياهو سيطالب عباس بعدم السماح ببث أغان وطنية حماسية في وسائل الإعلام الفلسطينية، بزعم أن هذه الأغاني تحرض الشباب الفلسطيني على الانخراط في عمليات المقاومة. ونقلت ليل الجمعة- السبت عن مصدر في ديوان نتانياهو قوله إن إسرائيل ستطالب عباس بإلزام جميع قيادات حركة «فتح» وأذرعها الشبابية بعدم المساهمة في «التحريض» على عمليات المقاومة. وأشارت إلى أنه سيرسل اليوم كلاً من مبعوثه الخاص المحامي إسحق مولخو ومنسق شؤون الأراضي المحتلة في وزارة الحرب بولي مردخاي إلى رام الله للقاء عباس، ونقل هذه المطالب وقائمة أخرى تهدف إلى احتواء موجة العمليات الحالية. من ناحيته، هاجم رئيس المعارضة الإسرائيلي إسحق هيرتزوغ بشدة النخب اليمينية التي تتهم عباس بالتحريض على «العنف»، معتبرا أنه «حريص جداً» على الهدوء. ونقل في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية في التلفزيون، عن جنرال إسرائيلي يعمل في قيادة المنطقة الوسطى قوله إنه بفضل تعليمات عباس، فإن التعاون الأمني ليس فقط يتواصل بوتيرته المعتادة «بل إنه ينجح في حماية الكثير من الإسرائيليين». الى ذلك، سخرت محافل عسكرية إسرائيلية من الدعوات التي تطلقها قيادات يمينية إسرائيلية بشن حملة عسكرية واسعة في الضفة الغربية، على غرار حملة «السور الواقي» عام 2002، ونقل موقع صحيفة «ميكور ريشون» عن هذه المحافل قولها إن الجيش يتمتع بهامش حرية مطلق بحيث لا يمر يوم دون أن يقوم بمداهمة مدن وبلدات فلسطينية في جميع أرجاء الضفة، ويعتقل كل من تدور حوله الشبهات.