كشف القاص والكاتب محمد علي قدس، أنه بصدد إعداد كتاب يتناول فيه أروقة الثقافة، ومشاهداته وانطباعاته، ومواقفه مع عدد من المثقفين، سواء ممن عاصرهم، بداية الانطلاقة الثقافية، أم في الفترات الأخيرة. ووصف قدس الكتاب، الذي تحدث عنه في الأمسية التي نظمها له منتدى رواق السرد في نادي جدة الأدبي أول من أمس، «بالتأريخ لثقافة جدة وأدبائها». واستهل القاص محمد علي قدس أمسيته، بقراءة عدد من قصصه، مثل: ظمأ الجذور، والخيط الرفيع، وثلاثة، واستهلاله، وما جاء في خبر سالم. وكان قدس في كل مرة يقرأ قصة، يعمد إلى توضيح فكرتها وما تدعو إليه، وأيضاً ما كتبه النقاد عنها. وكانت الأمسية بدأت بكلمة لمديرها القاص سيف المرواني، الذي وصف قدس ب«المبدع الأنيق وصاحب الروح الفياضة. سوف يشع قمر الكاتب والمبدع محمد علي قدس ليُنير لنا كل المساحات، ويفوح أريجه الذي انطلق من الحجاز إلى كل الأصقاع». وقال المرواني: «حين نحتفي به فهو حقاً يستحق الاحتفاء، ولاسيما أنه لم يبخل لحظة واحدة بأي جهد أو عطاء في سبيل توهج الثقافة والأدب». وشهدت الأمسية عدداً من المداخلات، فقدم الدكتور علي العيدروس قراءة للقصص قدس، قائلاً: إن المفارقة هي الثيمة المشتركة في النصوص القصصية التي أُلقيت، إذ تُعد المفارقة من أبرز ملامح شعرية السرد، فهي تجعل اللغة تتصادم في ذهن الملتقي فلا يقف عند المعنى المفارق، بل يتجاوزه إلى ما يبتغيه القاص من وراء هذه التقنية المدهشة». وتطرق صالح فيضي إلى ما أحدثه الإيقاع السريع من تمهيد وفرض للقصة القصيرة جداً، التي شبهها القاص قدس بالومضة أو التغريدة، موضحاً: على رغم ما تملكه من إبداع إلا أنها مثار عدم تقبل من بعض الأدباء. وقال عمرو العامري إنه لم يأتي ليسمع نصوص محمد علي قدس، «فهو أكبر من ذلك، ولكن لأستمع إلى شهادته السردية والقصصية وتجربته الكبيرة باعتباره عضواً لنادي جدة لمدة 25عاماً، عاصر فترات مهمة وعاصر قامات كبيرة كالعواد وضياء والزيدان وغيرهم، إضافة إلى تجربته الصحافية والإعلامية». وأضاف: «كنت أتمنى أن يدير الأمسية شخص بقامته ومعاصرته، وهذا ليس تقليلاً من قيمة مقدم الأمسية، ولكن شخصاً عاصره ويعرف تاريخه وتجربته ويقرأ تجربته ويستخلص لنا منه». وتساءل العامري عن السر في عدم حضور أي من أعضاء مجلس الإدارة، «الذي اعتبره أحد أعمدة النادي ومؤسسيه وأمين سره على مدى 25 عاماً»، معتبرا ًأن تأخرهم في الحضور «لا يليق بنادي جدة الأدبي وبزملاء محمد قدس».