شنت صحيفة رسمية ليبية الاربعاء هجوما عنيفا على الولاياتالمتحدة والغرب ودعت الى ربط السياسة بالمصالح الاقتصادية وذلك على خلفية الازمة مع برن وتعليق متحدث اميركي على دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي "لاعلان الجهاد" ضد سويسرا. واشارت صحيفة "الشمس" الى ان الازمة مع سويسرا "وما نتج عنها من تداعيات اثبتت مرة اخرى خطأ السياسات الناعمة" التي مارستها ليبيا. واوضحت الصحيفة الليبية انه "صار لزاما احداث ربط حقيقي ومعلن بين السياسة الخارجية والمصالح الاقتصادية لان هذه الازمة وما نتج عنها من تداعيات اثبتت مرة اخرى خطأ السياسات الناعمة والدبلوماسية الهادئة التي مارستها الجماهيرية خلال مرحلة ماضية". وقالت انه "في التعامل مع قوى اليمين المتطرف الحاقد في امريكا واوروبا (..) صار من الواجب رفع السقف والصوت وزيادة درجة التحدي للذين لا يحترمون آدميتنا ولايرعون حقوقنا ويتجاهلون سيادتنا". واضافت "مادمنا نملك الورقة الاقتصادية المهمة جدا فلا احترام لمن لا يحترمنا ولا منافع لمن يسعى ويعمل لايذاء معنوياتنا وكرامتنا وتجاهل وجودنا وحقوقنا ولنسخر من امريكا التي اعلنت أمس أنها تسخر منا ولنحتقر قوى الغرب التي تحتقرنا ولنقاطع من يقاطعنا". وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية سخر من دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي الى اعلان الجهاد ضد سويسرا, مذكرا بخطابه امام الاممالمتحدة في ايلول/سبتمبر الماضي. وقال فيليب كراولي "رايت هذا النبأ, وذكرني بذلك اليوم من ايلول/سبتمبر, احدى الجلسات التي لا تنسى في الجمعية العامة للامم المتحدة". وقالت الصحيفة "لنسخر من الذين سخروا منا هذا هو المعنى الحقيقي للوجود وللسيادة وللحرية التي دفعنا نحن الليبيين في سبيلها دما وتضحيات ولن نتنازل عنها ولن نجعلها سلعة في سوق النخاسة المسمى زورا بالسياسة". ودعا القذافي الخميس الماضي الى "اعلان الجهاد" ضد سويسرا بسبب حظر بناء المآذن في سويسرا الذي تمت الموافقة عليه في استفتاء في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في وقت تشهد العلاقات بين سويسرا وطرابلس ازمة. كما دعا القذافي الذي وصف سويسرا ب"الكافرة", الى مقاطعتها اقتصاديا. وكان اعتقال هانيبال نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في تموز/يوليو 2008 في جنيف اثر شكوى ضده قدمها اثنان من خدمه بداعي سوء المعاملة, سبب ازمة غير مسبوقة بين برن وطرابلس. وردا على ذلك احتجزت ليبيا على اراضيها رجلي اعمال سويسريين بتهمة "الاقامة بصورة غير مشروعة" و"القيام بانشطة اقتصادية غير مرخص فيها". وتمكن احدهما رشيد حمداني من العودة الى سويسرا بعد تبرئته في حين يمضي الثاني ماكس غولدي عقوبة بالسجن اربعة اشهر في ليبيا.